نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانيّة مقالاً للكاتب روبرت فيسك، قال فيه إنّ حربًا كرديّة جديدة تلوح في الأفق، مشددًا على أنّ تركياوسوريا لن تسمحا بإنشاء دولة صغيرة. وأكّد فيسك أنّ سوريا لن تقبل بوجود كردي على أراضيها، كما أنّ تركيا لن تتساهل مع الجيوب الكرديّة على طول حدودها الجنوبيّة، معتبرًا أنّ تشكيل قوة حدوديّة جديدة هي دعوة لاستكمال فصول الحرب السورية. وأضاف أنّ مهمة توماس فيل، المتحدث باسم الجيش الأميركي، كانت صعبة، إثر إعلانه عن أوّل محاولة غربية رسميّة لتقسيم سوريا إثنيًا وعرقيًا. وسواء كان يدرك تداعيات ما أعلنه أم لا، فإنّ فيل كان يُعلن إنشاء قوّة كرديّة جديدة وكبيرة قوامها 30 ألف عنصر، ستقوم بالسيطرة على آلاف الكيلومترات على الحدود السورية، بحسب ما كتبه فيسك. وبرأي الكاتب فعلى الرغم من القرار الأميركي الملتبس، فقد أنشأ حلفًا للمرة الأولى بين النظام السوري وتركيا. وأضاف فيسك أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بالقضاء على القوة التي وصفها ب"الجيش الإرهابي"، كما قالت دمشق إنّ القوة الجديدة تشكّل "إعتداءً صارخًا" على السيادة السورية، فيما حذّرت روسيا من التقسيم داخل سوريا. وأوضح فيسك أنّ الأكراد لطالما أعلنوا عن رغبتهم بإقامة كيان في شمال سوريا، فيما شدّد الجيش السوري في المقابل على أنّه لن يسمح بترك المنطقة للأكراد. وقامت واشنطن فيما بعد بإنشاء "قوات سوريا الديمقراطيّة". وكانت أشبه بفصائل، معظمها كرديّة، وليست مهتمّة بالدفاع عن سوريا ك"دولة"، بحسب تعبير فيسك. وقال فيسك "من المؤكّد أنّ الأكراد سيتعرّضون للخيانة". ولفت الى أنّ أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد ينظران إلى أي عدو لدولتيهما على أنّه "إرهابي"، وهكذا ستتم معاملة الأكراد. وأكّد أنّ سوريا لن تتساهل مع إنشاء دويلة كرديّة على أرضها، وكذلك الأمر من الجهة التركية. وختم بالإشارة إلى أنّ الأسد وأردوغان، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهم مصلحة مشتركة لبحثها، وهي تدمير الطموحات السياسية الأميركية في سوريا.