أثار موضوع تدشين بعض المشاريع الاجتماعية والسوسيو تربوية بمكناس وعدم استغلالها نقاشا واستغرابا داخل الأوساط المكناسية. ومن أبرز المشاريع والمراكز المعنية، المركز الاجتماعي و السوسيو تربوي" القابع وسط أحد أضخم الأحياء الشعبية بمكناس، "حي سيدي بابا"، و مركز استقبال المرضى النفسانيين والأشخاص في حالة تأخر ذهني الكائن بالحي الشعبي الكبير أيضا " سيدي بوزكري"، اللذان هما في أمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع، خصوصا أنهما يعيشان مرحلة متطورة من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي بالمجال الحضري. عدم فتح أبواب هذين المركزين الاجتماعيين التربويين اللذين تم تمويلهما من أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة متدخلين اخرين، كالتعاون الوطني وجماعة مكناس، خلق نوعا من الاستنكار و الاستغراب، لعدم تقديم خدماتهما للساكنة والفئة المستهدفة منذ تدشينهما. وأفادت مصادرنا أنه منذ أن دشن عامل عمالة مكناس المركز السويو تربوي ب"سيدي بابا " خلال عيد الشباب الماضي، لم يشرع في العمل واستقبال الفئات المعنية لأسباب مختلفة ومتعددة، كان أبرزها إشكالية تسيير وتدبير هذا المرفق الاجتماعي واختيار شريك من المجتمع المدني. وهو ماحصل حينما استقر رأي القيمين على المشروع على جمعية الأمل المغربية للتنمية البشرية لتدبير وتسيير جناح التكوين والتأهيل الحرفي، وتم عرضها كنقطة ضمن دورة جماعة مكناس الاستثنائية المنعقدة يوم 11 دجنبر الجاري للمصادقة على عقد تدبير بين عمالة مكناس، وجماعة مكناس، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، والجمعية المذكورة. وهي النقطة التي خلقت نقاشا كبيرا، وتم تمريرها بشرط إعادة إخبار باقي الجمعيات المعنية للتقدم بطلبات الترشيح لتدبير وتسيير الجناح المذكور بالمركز تحت إشراف التعاون الوطني والجماعة، وذلك بعد الطعن الذي تقدم به عدد من الجمعيات ضد جمعية الأمل خصوصا تلك التي قالت إنها لم تعلم بموضوع وتاريخ الإعلان والتباري على تدبير المركز، في ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص حسب تعبير ذات المصادر. ليبقى المركز مغلقا حتى إيجاد حل لهذا الصراع، كما لم يتم الشروع في عمل الجناح الثقافي بسبب رفض عديد الجمعيات مدديرة المركز الحالية والمطالبة بتغييرها من خلال مراسلة رئيس جماعة مكناس عبد الله بووانو. ومن المشاريع الحيوية كذلك التي تصب في فلسفة التنمية البشرية وخطاب جلالة الملك الذي أكد على ضرورة صون كرامة بعد الفئات الاجتماعية في وضعية صعبة والتي دشنها عامل عمالة مكناس عبد الغني الصبار خلال ذكرى عيد الاستقلال الأخير، مركز استقبال المرضى النفسانيين والأشخاص في وضعية تأخر ذهني بحي "سيدي بوزكري" ذي الكثافة السكانية العالية. المشروع كلف بناؤه 420 مليون سنتيم من ميزانية مبادرة التنمية البشرية، وتم تجهيزه من طرف التعاون الوطني، وحصلت الجمعية المكلفة بتدبيره على منحة مالية من جماعة مكناس ولازال هو الآخر موصدا أبوابه. ولم يستقبل بعد المتأخرين ذهنيا و لا المرضى النفسانيين المتواجدين ب"حي سيدي بوزكري" وشوارع وأزقة مدينة مكناس، لأسباب تبقى مجهولة، اللهم ما أدلى به مسؤول، كون الجمعية لا تتوفر على سيولة مالية لاستقبال الفوج الأول من الفئة المستهدفة.