مرة أخرى تأبى التقارير الدولية إلا أن تفضح بالمكشوف النوايا السيئة، أو خبل عبد القادر مساهل الذي يتحمل مسؤولية الديبلوماسية الجزائرية، مما يدل على أن قهقهات رجال الأعمال الجزائريين خلال الاجتماع الشهير إياه، كانت تسخر من الوزير المخبول، و في الخاطر الكثير من الأشياء تحز في النفس عما آل إليه هذا البلد، وعن الملايير من الدولارات، التي تذهب إلى الجيوب المعلومة، فيما الشعب الجزائري، لاسيما الشباب يواجه المجهول. وبعدما بوأت الأسبوعية الباريسية «جون أفريك»، قبل أيام، الأبناك المغربية الريادة على مستوى شمال إفريقيا، خرج تقرير للبنك الدولي، صنف فيه الجارة الشرقية، في آخر ترتيب دول العالم، وليس شمال إفريقيا فقط، فيما يتعلق بمؤشر الأعمال «داوينغ بيزنيس». وصنف مؤشر الأعمال «داوينغ بيزنيس»، المغرب في المرتبة الأولى على مستوى شمال إفريقيا والثالث عربيا، والمرتبة 69 دوليا، مبتعدا بالعشرات من النقاط عن الجزائر، التي صنفها التقرير في المرتبة166 على المستوى الدولي، وراء كل من تونس التي احتلت المرتبة 88 ومصر التي احتلت الرتبة 128. التقرير الذي لاشك سيغيض مساهل ومن يدور في فلكه بالجارة الشرقية، بوأ الريادة للمملكة كذلك على مستوى الشرق الأوسط، حيث المغرب المرتبة الثالثة وراء كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، والمرتبة الثالثة كذلك على مستوى القارة الإفريقية، وراء كل من جزر موريس ورواندا، وذلك مقابل تراجع دول إفريقية قوية اقتصاديا، من قبيل جنوب إفريقيا التي تراجعت إلى المرتبة 82 ونيجريا إلى المرتبة 145 عالميا. المثير في الموضوع، أن تحقيق المغرب لهذه النتائج، جاء بالتزامن مع ظرفية خاصة، عاشها المغرب خلال السنة الحالية، بارتباط مع «البلوكاج» الحكومي، لكن الإصلاحات التي باشرها المغرب من قبل على مستوى اللجنة الوطنية لمناخ الأعمال، بدأت تؤتي أكلها، على مستوى تبسيط المساطر الإدارية المطبقة على المقاولة، مما بوأ المملكة الريادة على عدة مستوى، حيث احتلت المرتبة17 عالميا في مؤشر منح تراخيص البناء والمرتبة 25 في مؤشر أداء الضرائب والمرتبة 35 في مؤشر إنشاء المقاولة والمرتبة 57 في مؤشر تنفيذ الأحكام. وبالعودة إلى الجارة الشقيقة، سبق لمكتب الاستثمار التابع لوزارة الخارجية الأمريكية أن وجه انتقاد الوضع الاقتصادي بالجزائر، واصفا بأن البلد يعيش على وقع مناخ أعمال صعب في ظل حكومة مشتتتة ورئيس غائب، مما شكل عائقا أمام الاستثمار، علما بأن ذلك يحدث، فيما ارتفع مستوى البطالة هناك12,3 في المائة، وذلك بشهادة الديوان الوطني للإحصائيات، وهو بالمناسبة مؤسسة رسمية.