الصويرة/29 أكتوبر 2017- على بعد أسابيع قليلة من الانتهاء من أشغال ترميم "بيت الذاكرة" الذي سيحتضنه كنيس سيمون عطية أحد أعرق المعابد اليهودية بالصويرة، جرى بحر الأسبوع الجاري إعادة افتتاح كنيس "صلاة الكحل" بحي الملاح بالمدينة والذي يعد من بين حوالي 40 فضاء للعبادة مخصصة لمعتنقي الديانة اليهودية بمدينة الرياح. ويأتي ترميم هذا الفضاء المخصص لأداء أفراد الطائفة اليهودية لشعائرهم الدينية، تماشيا مع السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى حماية وصيانة التاريخ والتراث اليهودي باعتباره أحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية للمملكة. وفي كلمة له بالمناسبة، عبر مستشار صاحب الجلالة السيد أندري أزولاي عن احساسه العميق واعتزازه الكبير برؤية الصويرة التي تحتضن نهاية الأسبوع الجاري فعاليات مهرجان الأندلسيات الأطلسية، تستقبل أزيد من 300 أسرة صويرية من الطائفة اليهودية أتوا من مختلف بقاع العالم للاحتفاء بالتاريخ والذاكرة وبارتباطهم بالثقافة والهوية المغربيتان. ففي الصويرة، يقول السيد أزولاي "تاريخنا ليس مجرد الحنين أو استحضار ماض بعيد، إنه حضارة حية تعبر عن ذاتها وتمتد إلى المستقبل، من خلال الانخراط بعمق في التوافق الوطني القوي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس". من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب والسفير المتجول لصاحب الجلالة، السيد سير بيرديغو، عن سعادته الغامرة بإعادة افتتاح هذا الكنيس بمدينة الصويرة التي كانت تضم حوالي 40 معبدا يهوديا في الماضي. وأبرز أن هذه المبادرة المحمودة تعد تمرة تعبئة عدد من محبي التراث اليهودي المغربي، مشيرا إلى أن عملية صيانة هذا التراث تندرج في إطار التوجهات والآفاق التي حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الرسالة السامية الموجهة للمشاركين في حفل افتتاح الكنسية اليهودية "صلاة الفاسيين" في 13 فبراير 2013. وفي معرض حديثه عن أصالة والغنى الثقافي والديني لمدينة الصويرة، أشار السيد بيرديغو إلى أن مدينة الرياح ستحتضن قريبا مركز حاييم زفراني وهو مؤسسة سيتم احداثها بكنيس سيمون عطية وكذا تحويل الطابق، الذي كان يشكل مقرا للقضاء العبري بالصويرة، إلى فضاء يحتضن المركز الدولي للأبحاث حاييم الزعفراني، ابن الصويرة وأحد كبار علماء الاجتماع والسياسة والأنثروبولوجيا اليهود في المغرب والمغرب العربي. وذكر بأن " الترث الثقافي والديني اليهودي بكافة التراب الوطني يعد جزءا من التراث الوطني، وأن مجلس الطائفة اليهودية وتطبيقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يسهر على ترميم هذا التراث وصيانته". من جهته، أشاد عامل إقليمالصويرة السيد جمال مختتار، بهذه المبادرة الرامية إلى احياء فضاء ديني وتاريخي عريق، مذكرا أن الديانة اليهودية تشكل جزءا من الهوية الوطنية. كما جدد التأكيد على التزام السلطات المحلية على العمل بتشاور مع كافة الفاعلين المعنيين على صيانة التراث والثقافة اليهودية. وفي الختام توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللأسرة العلوية الشريفة، داعين الله تعالى بأن يمد في عمر جلالته ويمتعه بالصحة والعافية وأن يعين جلالته في مهمته النبيلة لبناء مغرب عصري ومزدهر.