زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، قرى عدة بريف الرقة شمال سوريا، والتقى وجهاء من المنطقة وأعضاء من المجالس المحلية التابعة للقوات الكردية. وحسب موقع "الجزيرة.نت"، فإن الوزير السعودي زار القرى رفقة المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك. وقبل يومين فقط، خاض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" آخر معاركهم في المشفى الوطني بمدينة الرقة السورية، لكن المشهد تبدل كلياً الأربعاء 18 أكتوبر 2017، حيث خيَّم الصمت على مدخله الخالي إلا من الجثث. وعلى جانبي الشارع المؤدي إلى مدخل المشفى، كانت كل جثة ممدَّدة إلى جانب دراجة نارية مقلوبة على الأرض، ولا يزال حزام ناسف يزنّر إحداها. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، الثلاثاء، سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة بعد طرد آخر عناصر التنظيم من المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم. وإلى جانب الجثتين المتحللتين، يمكن رؤية صناديق أدوية وشاش، بالإضافة إلى دفتر صغير دُوّنت عليه تواريخ وأرقام هواتف للمكاتب الشرعية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وكُتب على إحدى صفحاته: "رقم واتساب زوجتي أم الإسلام المغربية". واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على الرقة بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك الضارية التي رافقتها غارات كثيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وبدا الدمار مسيطراً على الرقة. وفي الأحياء الواقعة على أطراف المدينة والتي تمت استعادتها في بداية الهجوم، انتشرت الأضرار من كل حدب وصوب، من منازل مدمرة وأخرى انهار سقفها أو خُلعت أبوابها. إلا أن المشهد بدا صادماً وسط المدينة، حيث جرت معارك عنيفة جداً للسيطرة على أبنية استراتيجية. وكأن حارات تحولت بأكملها الى أنقاض، فلم يعد من الممكن التفريق بين منزل ومتجر فكل شيء بات مجرد جبال من الركام، حجارة وأنابيب وأسلاك. ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية، المقربة من الحكومة، الأربعاء، تقريراً عن الزيارة، انتقدت فيه الخطوة، عنونته بالقول "أميركا تجعل السعودية تدفع فاتورة الرقة"، قالت فيه إن واشنطن أوكلت إعادة إعمار الرقة إلى السعودية، التي التقى ممثل عنها (السبهان) "قادة المنظمة الإرهابية". وتشير الصحفية في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السبهان والمسؤول الأميركي "زارا مخيمات (العمال الكردستاني) بدعوى محاربة داعش؛ لتخصيص أموال الإعمار بدعم من الدول الخليجية"، حيث توضح أنه خلال زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأخيرة إلى الرياض اتفق مع السعودية والبحرين على تمويل إعادة مناطق في الرقة والحسكة ودير الزور وحلب (التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي) بقيمة مليار دولار.