استدعى العراق السفير السعودي الجديد لدى البلاد اليوم الأحد، بعد أن أشار إلى أن فصائل شيعية مدعومة من إيران تتسبب في تفاقم التوترات الطائفية، ويجب أن تترك محاربة تنظيم الدولة الإسلامية للجيش العراقي وقوات الأمن الرسمية. وتسلط الخطوة التي اتخذتها بغداد الضوء على عمق الخصومة بين القوتين السنية والشيعية مع تأجج الصراعات في سوريا واليمن والعراق. وأعادت الرياض فتح سفارتها في بغداد الشهر الماضي فقط، بعد أن كانت أغلقتها منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990. وقال السفير السعودي ثامر السبهان في مقابلة مع قناة السومرية التلفزيونية أمس السبت، إن قوات الحشد الشعبي -وهي تحالف من جماعات شيعية مسلحة تدعمه إيران تشكل في عام 2014 لقتال تنظيم الدولة الإسلامية- يجب أن يترك قتال المتشددين للجيش العراقي وقوات الأمن الرسمية لتجنب تصعيد التوتر الطائفي. وأضاف أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار السنية السماح للحشد الشعبي بدخول مناطقهم يوضح أن المجتمع العراقي يرفض الحشد الشعبي. ووصفت وزارة الخارجية العراقية تصريحات السبهان بأنها تعد "خروجا عن دور السفير وتجاوزا غير مسموح به للأعراف الدبلوماسية.. والحديث بمعلومات غير صحيحة." وأضافت في بيان "تشكيلات الحشد الشعبي… تقاتل الارهاب وتدافع عن سيادة البلد وتعمل تحت مظلة الدولة وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة." وقالت الوزارة في بيان منفصل إن وزيري خارجية السعودية والعراق التقيا اليوم الأحد على هامش مؤتمر يعقد في البحرين ورفضا تعليقات السبهان. وقال بيان الوزارة "أوضح وزير الخارجية السعودي أن هذه التصريحات لا تعبر عن الموقف الرسمي للمملكة تجاه العراق الشقيق." ولم تورد وكالة الأنباء السعودية على الفور تصريحات السفير. واتهم نواب شيعة في البرلمان العراقي السبهان في وقت سابق بالتدخل في الشؤون الداخلية، بما في ذلك العنف في الآونة الأخيرة في محافظة ديالى، حيث تعرضت مساجد للسنة وسكان لهجمات ردا فيما يبدو على تفجيرات استهدفت مقاتلين شيعة وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها. وقال خالد الأسدي عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان العراقي عبر الهاتف "تكرار مثل هذا التدخل سوف يكون نداء لاعلان السفير غير مرغوب فيه ومطالبة المملكة العربية السعودية باستبداله." ونقلت وسائل الإعلام المحلية تصريحات مماثلة لنواب شيعة آخرين في البرلمان. وقالت عواطف نعمة وهي نائبة عن ائتلاف دولة القانون لتلفزيون السومرية دون الخوض في مزيد من التفاصيل انها تشدد على "ضرورة طرد السفير السعودي من العراق فورا وتلقينه درسا في احترام البلد الذي يضيفه وفي حال بقائه سيلاقي ما لا يحمد عقباه." وإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد كان إشارة على تعاون أوثق في قتال متشددي الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي في العراقوسوريا والذين أعلنوا مسؤوليتهم عن تفجيرات في السعودية. إلا أنها تزامنت أيضا مع تصاعد التوتر بين السعودية وإيران بعد أن أعدمت الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر الشهر الجاري.