كشف محمد جبرون في حوار نشره على حائطه الفايسبوكي أن المشكلة الجوهرية التي يعاني منها حزب العدالة والتنمية اليوم هي أنه ولحد الآن لم يستسغ بعد إقصاء ابن كيران من رئاسة الحكومة وتعويضه بالعثماني بالرغم من مرور حوالي 6 أشهر عن هذا الحدث. وأضاف جبرون أن الذين كانوا إلى جانب الأمين العام الأستاذ ابن كيران والتحقوا فيما بعد بحكومة العثماني، لم ينتجوا خطابا سياسيا وأخلاقيا مقنعا بواقعة عزل بن كيران ومتفهما لها، وأنها جزء من السياسة «الشرعية»، بل التبريرات التي قدموها كانت ومازالت ضعيفة وهشة. فحزب العدالة والتنمية، يقول جبرون، في عمومه مازال تحت تأثير واقعة العزل ولم يتجاوزها موضوعيا وعقلانيا. فجل النقاشات تقريبا التي يشارك فيها ابن كيران وباقي القيادات تحيل إلى حادثة «الزلزال» كما أسماه أمين عام الحزب. وأضاف جبرون أن «هذا الخلاف والصراع الواضح الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية اليوم هو أسوأ صراع عاشه منذ عشرين سنة، بل أسوأ خلاف منذ دخول هذا الجيل من الإسلاميين مجال الدعوة والإصلاح. وترجع بشاعة هذا الخلاف والصراع إلى كونه ينال من المصداقية الأخلاقية للرموز المؤسسة لهذا المشروع، الذين يظهر عدد منهم في ضوء ما ينشر ويتداول في مختلف الوسائط أنهم وصوليون، مصلحيون، انتهازيون، غير أوفياء..». وأوضح جبرون أن «المشكلة الكبرى، التي سيعاني منها حزب العدالة والتنمية وبسبب حملة التدمير الذاتي التي يعيشها منذ شهور، ليست شبح الانشقاق - فقد يكون هذا الأمر أهون وأخف الضررين مع حفاظه على مصداقية رسالته الإصلاحية - بل المشكلة هي تبديد رصيد المصداقية السياسية والشرعية الإصلاحية التي راكمتها أجيال من العاملين تحت شعار الإسلاميين، فإذا أمسى هذا الجيل من الساسة/الرموز الذي يشارك في الحكم، ويسير المدن الكبرى والصغرى فاقدا للمصداقية الأخلاقية وجماعة من الانتهازيين.. آنذاك، فلنقم صلاة الجنازة على هذا المشروع، ولا يهم حين ذاك هل انشق الحزب أم حافظ على وحدته».