كشف تقرير إخباري جزائري الجهة التي تقف وراء البيان المسرب من الرئاسة الجزائرية، الثلاثاء، والذي انتقد فيه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بشدة وزيره الأول عبدالمجيد تبون بسبب ما وصفه ب"تحرش الحكومة ضد رجال الأعمال"، نافيا أن يكون بوتفليقة وراء البيان. وبثت قناة "النهار"، الثلاثاء، بيانا منسوبا للرئاسة الجزائرية انتقد فيه الرئيس بوتفليقة بشدة وزيره الأول عبدالمجيد تبون بسبب محاولته تحجيم نشاط رجال الأعمال، وأبرزهم علي حداد المقرب من شقيق الرئيس ومستشاره الخاص السعيد، داعيا (بوتفليقة) حكومته لوقف ما اسماه ب"التحرش ضد رجال الأعمال، والإضرار بمناخ الاستثمار بالجزائر لدى الملاحظين الأجانب". وقال موقع "الجزائر اليوم"، الأربعاء، إن " ما تداولته "النهار" على أنه أوامر رسمية صادرة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو محض افتراء وأنه مجرد رسالة كتبها ووقعها أحمد أويحي (مدير مكتب بوتفليقة)، ولا علاقة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بها لا من قريب ولا من بعيد". ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه قوله:" أن مضمون الرسالة التي تحمل توقيع مدير الديوان وليس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بلغت حكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون، قبل أيام من خروج حكومته في عطلتها السنوية"، مشيرا إلى أن " الرئيس بوتفليقة معروف عنه أنه من أشرس المدافعين على قدسية مؤسسات الدولة ويعرف جيدا أن التواصل مع حكومته أو إعطاءها توجيهات، له أصول يعرفها جيدا الرئيس، وأنه لا يتم عبر القنوات غير الرسمية، وفي حال الضرورة فإن وكالة الأنباء الجزائرية او التلفزيون العمومي هي الأولى بإخطار الرأي العام وليس عبر تسريبات من مدير الديوان أحمد أويحي". و يجزم الموقع أنه " تم تأويل الرسالة التي حررها أحمد أويحي وإعطائها طابعا رسميا لإيهام الرأي العام الوطني والدولي أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقف إلى صف رجال الأعمال ضد الحكومة التي عينها في 24 مايو الفارط، وهو ما يعتبر بمثابة أكبر انحراف في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث أصبح مدير ديوان الرئيس لعبة في يد أصحاب المال ضد الرئيس والحكومة التي عينها الرئيس". ويرى مراقبون أن الكشف عن هوية الشخص صاحب الرسالة المنسوبة للرئيس بوتفليقة تأتي في سياق صراعات حادة في هرم السلطة خصوصا بين مستشار بوتفليقة وشقيقه الأصغر السعيد ومدير مكتب الرئيس أحمد أويحي الساعي بكل ما أوتي من قوة لخلافة بوتفليقة بعد سنتين من الآن لكن من دون أن يثير ذلك علانية، لكن تسريب هذه المعلومة للعلن قد يراد منها إحراق ما تبقي من أوراق زعيم حزب التجمع الديمقراطي وتقديمه للرأي العام على أنه من أكبر داعمي الفساد والمفسدين في البلاد، وحينها لن يخلو الجو إلا لشقيق الرئيس أو من يرضى عنه للترشح لخلافته بأريحية على حد تعبيرهم.