أفادت مصادر صحفية محلية، أن الشارع الجزائري اهتز هذا الاسبوع على وقع تسريبات تشير إلى تدهور علاقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برئيس حكومته عبد المجيد تبون، وذلك على خلفية الصراع المحتدم بين هذا الأخير ورئيس منتدى رجال الأعمال علي حداد بسبب "تغلغل المال السياسي" في الحياة العامة بالجارة الشرقية. وكشفت قناة "النهار" المقربة من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري وكبير مستشاريه في القصر الرئاسي، أن عبد العزيز بوتفليقة أصدر تعليمة استعجالية أمر من خلالها رئيس الحكومة عبد المجيد تبون بوقف "التحرش الحقيقي بالمتعاملين الاقتصاديين، والتي حملت طابعاً إشهارياً رسم صورة سيئة لدى الملاحظين الأجانب لمناخ الاستثمار بالجزائر".
وتابعت القناة المثيرة للجدل، والتي اضحت متخصصة في نشر بعض الاخبار الرسمية بدل الاذاعة والتلفزة الرسميتين، أن بوتفليقة أمر ب"وضع حدٍّ لفوضى المبادرات الحكومية والتحفظ على اعتماد الإشهار والدعاية لتنفيذ سياسة الحكومة".
ولفت ذات المصدر أن رئيس البلاد يعتقد بأن السياسة التي انتهجها رئيس الحكومة منذ الإعلان عن برنامج السياسة العامة أمام نواب البرلمان "خاطئة وترسم صورة سيئة أمام الملاحظين الأجانب".
وزادت هذه التسريبات، من ضبابية المشهد السياسي في الجزائر كما أبانت عن تشتت مصادر صناعة القرار في أكبر دول نفطية بالمنطقة والتي تعيش على صفيح ساخن منذ سنين مما ازم الاوضاع وزادها توترا خاصة بعد انهيار اسعار النفط والغازي الذي يعتبر أكبر مورد للعملة والمزود الرئيسي للميزانية بحوالي 95 في المائة.
وتفاجأ مراقبون بقوة التسريبات وحجم المعلومات التي نقلتها القناة المذكورة، يوم الثلاثاء المنصرم على شريط أخبارها العاجل، لاعتبارات عديدة أبرزها أن بوتفليقة لم يعقد أي اجتماع رسمي طيلة الأسابيع الأخيرة كما أن رئيس الحكومة عبد المجيد تبون موجود في عطلة سنوية بالأراضي الفرنسية.
وتأتي هذه التسريبات ساعات فقط بعد الإعلان عن لقاء "مفاجئ وغير مبرمج" جمع عبد المجيد تبون برئيس الوزراء الفرنسي بباريس هذا الاسبوع.