يستمر مسلسل الانتحارات الغير المفهومة والمجهولة الاسباب، بمنطقة شفشاون وضواحيها، بانتحار مأساوي ليافع في 14 من عمره، ينتمي لأحدى القرى التابعة لإقليم شفشاون، وضع حدا لحياته ظهيرة يوم الإثنين المنصرم. ووفق مصادر مقربة، فإن الطفل اليافع، أقدم على الانتحار، بشنق نفسه بحبل مربوط في شجرة غير بعيدة عن منزل أسرته، في وقت ظهيرة حيث كان المكان شبه خال، ولم يتمكن احد من إنقاذه لحين العثور عليه معلقا بتلك الطريقة وقد فارق الحياة. الحادث الذي هز الجميع، وأحزن الأهل والأحباب، وصدم والديه وباقي اخوته، لم يجد أحد له تفسيرا ولا سببا مقنعا، بحيث لم يفهم احد سبب اقدامه على الانتحار، ولم يظهر عليه خلال الايام الاخيرة، أي مؤشر قد يدفع لتفسير ما حدث، بحيث توفي وهو يحمل سر انتحاره معه. وقد فتحت السلطات المختصة تحقيقا "شكليا" في الموضوع، بحيث تم التأكد من كون سبب الوفاة، هو الحبل المعلق في الشجرة والملفوف على عنق الهالك، كما تم الاستماع لبعض اقاربه ومعارفه، في محاولة لكشف سبب اقدامه على الانتحار. تأتي الواقعة المؤلمة جدا، في سياق عشرات من الانتحارات التي تمت على مستوى منطقة شفشاون، التي تكاد تحطم كل الارقام الوطنية، وتجعل الظاهرة مقلقة جدا ومحيرة، بالنظر لعدد المنتحرين، ونوعياتهم بحيث تجد من بينهم الكبير والصغير، الرجل والمراة، البدوي والحضري، المتعلم والامي، الغني والفقير.. كل ذلك دون ان تكون هناك دراسة جادة للظاهرة.. وكانت فعاليات مدنية وجمعوية وحقوقية، قد نادت غير ما مرة وفي كل مناسبة مؤلمة مماثلة، تطالب بضرورة الاهتمام بالظاهرة، وفتح تحقيقات جدية لمعرفة اسباب انتحار الكثيرين، والتدخل لاسعاف كل من تبين اصابته باي خلل نفسي قد يؤدي به للانتحار، ومعرفة سبب تكاثرها بمنطقة شفشاون وضواحيها.