تصاعدت في الآونة الأخيرة سلسلة من الانتحارات الغريبة بمعدلات غير عادية في مدينة آسفي، مما خلق لدى الرأي العام قلقا وشكوكا عديدة في دوافع هذه الانتحارات وأسبابها وسر تكاثرها بين مختلف شرائح المجتمع وفي مختلف أحياء المدينة، خاصة كورنيش أموني المطل على البحر. فبعد سلسلة من الانتحارات المتتالية المسجلة خلال شهر رمضان وحتى يوم العيد، فجعت ساكنة مدينة آسفي، أول أمس، بخبر انتحار طفل لم يتجاوز عمره 11 سنة في منطقة أولاد سلمان القروية التي لا تبعد عن مدينة آسفي سوى ب 15 كيلومترا، وقالت مصادر على اطلاع إن جثة الطفل المنتحر وجدت مشنوقة بواسطة حبل في منزل والديه. وخلف خبر انتحار الطفل تساؤلات عدة حول الدوافع الرئيسية لهذا الفعل، مما جعل السلطات الأمنية تخضع جثته إلى تشريح طبي لمعرفة السبب المباشر لوفاته، فيما تجري حاليا أبحاث مكثفة في محيط عائلته وجيرانه ومعارفه للوصول إلى ظروف وملابسات انتحاره. وكان لافتا للانتباه ارتفاع حالات الانتحار في مدينة آسفي ونواحيها خلال الأشهر الماضية، حيث تسجل على مدار الأسبوع والشهر حالات جديدة من الانتحار تتشابه كلها، بحسب مصدر طبي، في وسائل الانتحار، إذ لا تخرج عن الشنق بواسطة حبل مربوط إلى جدع شجرة أو السقوط من أعلى الساحل الصخري لكورنيش أموني أو تناول مواد سامة قاتلة. وخلال الأسابيع الماضية فقط، سجلت العديد من حالات الانتحار بكل من حي لمياء والمطار والجريفات ولبيار وآشبار ومفتاح الخير، كما انتشلت فرق الوقاية المدنية جثثا عديدة لمنتحرين في كورنيش أموني، بالإضافة إلى حالات انتحار كثيرة في إقليمآسفي موزعة على عدد من الجماعات والمراكز القروية. وأوردت معطيات ذات صلة أن مستودع الأموات التابع لمستشفى محمد الخامس في آسفي أصبح يستقبل جثثا على مر الأسبوع لمنتحرين من كل الفئات المجتمعية، وقالت مصادر على اطلاع إن الأرقام الرسمية لعدد المنتحرين في مدينة آسفي لم يكشف عنها بشكل رسمي، فيما أفادت مصادر أخرى بأن نسب حالات الانتحار المسجلة في مدينة آسفي تفوق بكثير المعدلات الوطنية وحتى تلك المسجلة في المدن الكبرى للمملكة.