بعد مرور اقل من شهر على فقدانها ابنها في حادث سير بمراكش ، مازالت ام الطفل ''ابراهيم'' تستحضر روحه ليل نهار ، وقد عاشت اياما مؤلمة خلال الايام القليلة الماضية بعد ان توصلت عبر البريد نتيجة ابنها ، والذي كان مشهود له ، قيد حياته، بالاجتهاد والمثابرة الى حد العبقرية بحيث يتصدر زملائه في الفصل في نتائج الامتحانات . الأم المكلومة ذهبت الى قبر ابنها وقامت بالصاق اخر نتيجة مدرسية على قبر ، بعدها كتبت تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي جاء فيها : "حبيبي الطاهر والمتفوق دائما، هذه نتيجة جهدك وعطائك هذه السنة، لقد تفوقت مجددا وشهد لك الجميع بحسن الخلق والتربية والطيبة، وحين جاء دور الموجه ولفظ اسمك عرف أنك غادرت للرفيق الأعلى ووقفوا وقفة صمت لقراءة ماتيسر من القرآن على روحك الطاهرة أيها الملك، بكينا بكاءا شديدا وشعرنا بحزن كبير يعتري قلوبنا وكانت نظرة العالم كئيبة في أعيننا ومظلمة حين ذهبنا لأخذ نتيجتك والتفتنا ولم نجدك في أي مكان، بحثنا عنك كثيرا بين أصدقائك ....فما كان لنا الا أن امتلئت عيوننا بالدموع وقلوبنا بالحزن وكأننا العالم توقف ولم تعد الحياة لها معنى، رغم ما شعرنا به، ذهبنا لزيارتك حبيبي وإخبارك بأنك كالعادة تفوقت، لكن هذه المرة لم تظهر أي سعادة ولم أسمع صوت ضحكتك ولم أرى السرور على وجهك، فما الفائدة اذن من كل هذا ومن كل هذه الحياة الجامدة، ابني اليوم أعطانا هدية نجاحه وحتى تحت التراب يبهرنا ويرضينا ويجعلنا فخورين به، مثلما كان يفعل دائما في حياته، أخذها قاعدة له حتى في موته أبهرنا وكان متفوقا كالعادة، يا من تتظاهرون بالنجاح والفرح على صفحاتكم الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي حتى ابني اليوم قد حقق نجاحا كبيرا في الأرض والسماء فباركو لي وهنئوني وكذالك اسئلو الله الصبر لنا على ما نحن فيه من ابتلاء وفراق ثمرة قلبي، أحبك ابراهيم . وتجدر الاشارة ان الطفل المتوفى لقي مصرعه خلال الايام الاخير من شهر رمضان اثر تعرضه لحادثة سير مميتة بمراكش هو وصديقه ، الذي مازال على قيد الحياة ، بعد اصطدام الدراجة النارية التي كانا يقلانها مع سيارة قدفتهما في اتجاه شاحنة .