بينيلا (البرتغال), 18-6-2017 - تسببت حرائق غابات في البرتغال بمقتل 62 شخصا على الأقل، معظمهم تفحموا في سياراتهم، بحسب ما أعلنت الحكومة الأحد، في احدى أسوأ الكوارث من هذا النوع في التاريخ الحديث. واندلعت النيران السبت في منطقة بيدروغاو غراندي وسط البرتغال قبل أن تنتشر سريعا. وحتى بعد ظهر الأحد، كان نحو 900 عنصر إطفاء و300 عربة يكافحون الحريق وسط مشاهد من الدمار عمت البلدة. وقال رئيس الوزراء انطونيو كوستا الذي بدت عليه علامات التأثر مع اعلانه الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام بدءا من الأحد "للاسف، انها بلا شك اكبر مأساة شهدناها منذ سنوات على صعيد حرائق الغابات". والتهمت النيران تماما المساحات الواسعة من المرتفعات بين بيدروغاو غراندي وفيغيرو دوس فينوس غربا وكاستانييرا دي بيرا شمالا، التي كانت قبل 24 ساعة فقط تعج بنباتات الكينا وأشجار الصنوبر. وغطت سحب سميكة من الدخان الأبيض جانبي الطريق السريع لمسافة حوالى 20 كلم، فيما مالت بقايا الأشجار المتفحمة على التربة المحترقة. وتوقفت سيارة محترقة خارج منازل مدمرة جزئيا ومهجورة بينما تجمع عناصر شرطة يلبسون أقنعة واقية حول جثة رجل فوقها غطاء أبيض. وأوضح وزير الدولة للشؤون الداخلية جورجي غوميز أن 62 شخصا تفحموا حتى الموت، علق معظمهم في سياراتهم التي أحاطت بها ألسنة اللهب في منطقة ليريا. وقال "من الصعب القول إن كانوا يفرون من الحرائق أو أن ألسنة اللهب فاجأتهم". وأصيب أكثر من 50 شخصا بجروح، خمسة منهم حالاتهم خطرة، بينهم طفل وأربعة عناصر إطفاء. ورجح كوستا أن "يرتفع عدد القتلى (...) الأولوية حاليا هي لإنقاذ الأشخاص الذين قد لا يزالون في خطر". من ناحيته، أعلن الاتحاد الاوروبي أنه سيقدم طائرات لمكافحة الحرائق بناء على طلب لشبونة. وقال المفوض المكلف المساعدات الإنسانية وادارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، خريستوس ستايليانيدس، إن "فرنسا عرضت ثلاث طائرات عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الاوروبي وسيتم إرسالها سريعا لدعم جهود الطوارئ المحلية". وشهدت البرتغال خلال اليومين الماضيين موجة حر شديدة حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة في مناطق عدة. واندلع نحو 60 حريق غابات في أنحاء البلاد خلال الليل، عمل حوالى 1700 عنصر اطفاء على مكافحتها. وأشار غوميز إلى أن "النيران لا تزال مشتعلة على أربع جبهات،" مضيفا أنها تنتشر بشكل "عنيف" في اثنتين منها. ويعتقد أن العواصف الرعدية الجافة تسببت بنشوب الحرائق، بحسب رئيس الوزراء. وتأثرت عدد من القرى بالحريق الأساسي فيما تم اخلاء عدد من المنازل وجرى ايواء سكان بعض منها في مناطق مجاورة. ولم يصدر المسؤولون بعد تعليقا بشأن حجم الدمار. وأرسلت اسبانيا الاحد طائرتين لمكافحة الحرائق لمساعدة عمال الاطفاء البرتغاليين، بحسب كوستا. ولجأ عشرات الاشخاص الذين اخلوا منازلهم الى منطقة انسياو المجاورة حيث استقبلهم السكان في منازلهم. وروى ريكاردو تريستاو، احد الناجين، للصحافيين كيف أن "أشخاصا وصلوا وهم يقولون انهم لم يريدوا الموت في منازلهم المحاصرة بالنيران". من جهته، توجه الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو إلى منطقة ليريا للقاء عائلات الضحايا حيث أكد أنه "يشاركهم آلامهم باسم جميع البرتغاليين". وأضاف أن عناصر الإطفاء يقومون "بكل ما في وسعهم" لمواجهة الحريق فيما دعا البابا فرنسيس إلى "الصلاة بصمت" من أجل البرتغال. واندلعت سلسلة من الحرائق في البرتغال العام الماضي قضت على اكثر من 100 الف هكتار. وفي جزيرة ماديرا السياحية قضى ثلاثة اشخاص جراء الحرائق في اب/اغسطس. كما اتت الحرائق على 5400 هكتار وعلى حوالى 40 منزلا العام الماضي.