الجرثومة السامة، كلوستريديوم بوتولينوم، هي السبب في تسمم أفراد أسرة بورزازت، أدى إلى وفاة أم وابنتها. وفق ما أعلنته تعلن وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في بلاغ مشترك لهما اصدراه الثلاثاء 13 يونيو 2017. وأوضح ذات البلاغ أن التحاليل المخبرية، التي قامت بها المختبرات المختصة على عينات الأطعمة، التي تم العثور عليها بمنزل الأسرة ، خلصت إلى أن التسمم الغذائي راجع إلى تناول الأسرة مواد غذائية ملوثة بجرثومة سامة تسمى كلوستريديوم بوتولينوم، التي تلوث المنتجات الغذائية وتفرز سموم مضرة بصحة المستهلك. وكانت سجلت وزارة الصحة في بلاغ أصدرته الأربعاء 07 يونيو 2017 ثلاث حالات تسمم غذائي جماعي من أسرة واحدة بورززات بعد تناول أطعمة يشتبه بأنها فاسدة والتي أودت إلى وفاة الأم والإبنة الصغيرة. ويعتبر كلوستريديوم بوتولينوم من فصيلة البكتيريا العصيبة الا هوائية والموجبة الغرام (bacille anaérobie à gram positif) وتنتج بويغات (spores) التي تعد وسيلة المقاومة لهذه البكتيريا. هذه البويغات تقاوم المعالجة بالحرارة المنخفضة كالبسترة وتنمو لتصبح باكتيريا المسببة للتسممات الغذائية. وتفرز البكتيريا الملوثة للمنتجات الغذائية إحدى السموم الفتاكة، التي يمكن القضاء عليها بإخضاع المنتوج لمعالجة حرارية حتى الغليان لمدة وجيزة. بعد تناول الأطعمة الملوثة تصل هذه السموم الدورة الدموية وتعترض التواصل بين الخلايا العصبية والعضلية مما ينتج عنه شلل تدريجي للمستهلك حتى الممات. وتعتبر المصبرات الغذائية التقليدية والعائلية، التي لا تحترم الشروط الصحية الوقائية ومعايير المعالجة الحرارية أهم أسباب هذا النوع من التسممات. وذكر بلاغ وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب تمثلت في تعليق بيع إحدى المنتجات حجز احتياطي للمنتوج في انتظار نتائج البحث الصحي، هي إجراءات ضرورية في كل حالة تسمم غذائي. وقد خلصت التحريات، التي قامت بها مصالح المكتب إلى أن وحدة الإنتاج المعتمدة، مصدر المنتوج المشكوك فيه تشتغل بمهنية عالية ومدت يد المساعدة لمصالح المكتب أثناء البحث الصحي الذي برهن أن منتجات هذه الوحدة سليمة وتستجيب لجميع المعايير المعمول بها. ولضمان السلامة الصحية للمستهلك، تنصح وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية المواطنات والمواطنين بما يلي: التزود بالمنتجات الغذائية من الأماكن المرخصة من طرف السلطات المختصة، والتأكد من جودة المنتجات الغذائية المعروضة للبيع (منتجات مصدرها وحدات معتمدة من طرف المكتب أو مستوردة -العنونة – ظروف الحفظ...)، والفصل بين المنتجات الغذائية النيئة والمطبوخة أثناء التحضير والتخزين، والاحتفاظ بالمنتجات الغذائية في درجة حرارة مناسبة، وطبخ المنتجات الغذائية طبخا جيدا، وغسل اليدين والحفاظ على النظافة عند مباشرة المنتجات الغذائية أو تناولها، واستعمال الماء الصالح للشرب والمواد الطرية السليمة. ثم، أخيرا، الاتصال بمصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية كلما اقتضت الضرورة بذلك، من أجل التأكد من جودة المنتجات المسوقة.