جلال اباد (أفغانستان), 10-6-2017 - قتل عنصر من القوات الافغانية الخاصة ثلاثة جنود أميركيين السبت وأصاب رابعا بجروح خلال عملية عسكرية مشتركة في ولاية ننغرهار بشرق البلاد، حسبما أعلن البنتاغون، في آخر حلقة من سلسلة ما بات يعرف بالاعتداءات "من الداخل" التي تستهدف القوات الدولية في افغانستان. وتبنت حركة طالبان الاعتداء الذي وقع في اقليم أشين المضطرب، معلنة أن المنفذ هو أحد مسلحيها الذي تسلل الى صفوف القوات الخاصة في الجيش. في وقت سابق كان المتحدث باسم الولاية عطاالله خوجياني قال لوكالة فرانس برس ان الحصيلة هي قتيلين من بين الجنود الاميركيين. واوضح "اليوم (السبت) قرابة الظهيرة فتح جندي افغاني النار على جنود أميركيين في اقليم أشين، ما أدى إلى مقتل جنديين أميركيين. وقتل الجندي (الافغاني) كذلك في رد على إطلاق النار". ورفضت قوات حلف شمال الأطلسي في افغانستان التعليق، مكتفية بالإشارة إلى علمها بوقوع حادثة في شرق افغانستان. وأفاد بيان مقتضب للتحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة "سندلي بمزيد من المعلومات في الوقت المناسب". من جهته، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد عبر موقع "تويتر" مقتل أربعة جنود أميركيين في الهجوم. ولكن عادة ما يبالغ المتمردون في احصاء قتلى هجماتهم. وقال البنتاغون من جهته في بيان لاحق، ان ثلاثة جنود ق تلوا واصيب رابع. واشار الى ان الجندي المصاب ن قل لتلقي العلاج، لافتا الى ان تحقيقا حول الهجوم قد ف تح. واشتركت القوات الأميركية مع الجيش الافغاني في العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية- جماعة خراسان"، مصرة على أن الفرع المحلي للمجموعة الجهادية التي تتخذ من سوريا والعراق قاعدتين رئيسيتين لها يتكبد خسائر في افغانستان. وشكلت هجمات من هذا النوع، عندما يوجه عناصر الجيش أو الشرطة الافغان بنادقهم نحو القوات الدولية، مشكلة رئيسية خلال أعوام من قتال حلف شمال الأطلسي الطويلة إلى جانب القوات الافغانية. ويشير مسؤولون غربيون إلى أن معظم هذه الهجمات نابعة عادة من أحقاد شخصية واختلافات في العادات لا من خطط لمتمردين. واسفرت عمليات القتل هذه عن انعدام ثقة بين القوات المحلية والأجنبية رغم انخفاض معدلاتها في السنوات الأخيرة. واتخذت قوات حلف شمال الأطلسي اجراءات أمنية خاصة خلال الأعوام الأخيرة في محاولة لمواجهة الخطر. وفي أول هجوم "من الداخل" تم الإعلان عنه ضد القوات الأجنبية هذا العام، أصيب ثلاثة جنود أميركيين في آذار/مارس عندما فتح جندي افغاني النار عليهم في ولاية هلمند الجنوبية. وانتشرت الهجمات "من الداخل" كذلك في صفوف الجنود الافغان، ما أدى إلى تنامي مشاعر الاحباط وعدم الثقة بينهم. وتخوض قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة واشنطن حربا في افغانستان منذ عام 2001، بعد الإطاحة بنظام طالبان اثر رفضه تسليم الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدة. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في افغانستان حاليا نحو 8400، إضافة إلى خمسة آلاف من حلف شمال الأطلسي، يتمثل عملهم خصوصا في تقديم التدريب والمشورة.