وسط استمرار الوضع الملتهب، وبعد رفض المعارضة الجلوس للحوار، إثر عرض البابا لوساطته، تحيي المعارضة الفنزويلية الاثنين ذكرى مرور شهر على تظاهراتها ضد الرئيس نيكولاس مادورو بمسيرة جديدة في يوم عيد العمل تشكل تحديا للسلطة التي تنظم عادة تجمعات ضخمة في الاول من مايو، إذ بعد شهر على اطلاق موجة الاحتجاجات للمطالبة بانتخابات جديدة ورحيل الرئيس الاشتراكي، اعلن معارضو التشافية (نسبة الى الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، 1999-2013) عن مسيرة في الولايات ال24 وكذلك في العاصمة كراكاس نحو مباني المحكمة العليا والهيئة الانتخابية. وقال فريدي غيفارا نائب رئيس البرلمان، الهيئة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، ان "النظام يراهن على استنزافنا، ولذلك بعد شهر من المقاومة يجب ان نوجه رسالة باننا لا نزال أقوى"، في المقابل، سيترأس مادورو تجمعا لمناصريه في ساحة بوليفار بوسط كراكاس التي تعتبر معقلا للسلطة. وكانت أعمال العنف التي رافقت هذه التجمعات، قد عرفت مصرع 28 مواطنا، بحسب النيابة فيما اصيب مئات بجروح، فيما تم توقيف أكثر من ألف شخص، غالبيتهم لفترات وجيزة، حيث تندد المعارضة بالقمع الذي تمارسه الحكومة، والتي يتهمها مادورو بارتكاب "أعمال ارهابية" لتسهيل انقلاب واتاحة المجال امام تدخل اجنبي تحت اشراف الولاياتالمتحدة. هذا التوتر السياسي في فنزويلا في الاسابيع الماضية يهز هذه الدولة النفطية التي تشهد اساسا نقصا في الادوية والمواد الغذائية وتشهد تضخما يعد من أعلى معدلات العالم، ويبلغ 720% عام 2017، بحسب آخر توقعات صندوق النقد الدولي، حيث إن الاعانات الغذائية التي تقدم مع الراتب تصل بذلك الى 135 ألف بوليفار (188 دولارا بحسب سعر الصرف و31 دولارا في السوق السوداء). ويرغب سبعة فنزويليين من أصل عشرة برحيل الرئيس مادورو الذي تمتد ولايته حتى يناير 2019، حيث أن ما أشعل حركة الاحتجاج هذه هو قرار المحكمة العليا، المقربة من مادورو، في مارس الغاء صلاحيات البرلمان واعطاء كامل السلطات لمعسكر الرئاسة. من جهتها عبرت ثماني دول في أميركا اللاتينية بينها البرازيل والارجنتين الاحد في بيان مشترك عن دعمها لاقتراح البابا لكن وسط عدة شروط بينها وقف العنف وتحديد موعد للانتخابات، حيث كان البابا ابدى، في الطائرة التي اعادته من مصر الى روما مساء السبت، استعداد الكرسي الرسولي للاضطلاع بدور "الوسيط" لمعالجة الازمة في فنزويلا، ولكن في اطار "شروط واضحة". كما دعا الاحد الى وقف اعمال العنف في فنزويلا والى ايجاد "حلول بالتفاوض" لأزمة "تنهك الناس"، وهو مارفضته المعارضة في جوابها على البابا، حيث طالبت بضمانات حتى تقبل بمبدأ الحوار.