كراكاس, 19-4-2017 (أ ف ب) - تظاهر الاف من معارضي وانصار الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو الاربعاء في شوارع كراكاس حيث قتل شخصان بالرصاص وسط اجواء من التوتر الشديد. وقالت انغريد شاكون (54 عاما) التي شاركت في التظاهرة المناهضة للحكومة لفرانس برس "يجب انهاء هذه الديكتاتورية. لقد تعبنا. نريد انتخابات ليخرج مادورو من السلطة لانه دمر البلاد. لست خائفة". وهذا التحرك هو السادس للمعارضة منذ بداية نيسان/ابريل بغية المطالبة بانتخابات مبكرة واحترام البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي يهيمن عليها المعارضون. لكن هؤلاء منعوا الاربعاء من دخول وسط العاصمة حيث تظاهر انصار مادورو. في ثلاثة اسابيع، اسفرت موجة التظاهرات عن ستة قتلى وعشرات الجرحى. وتندد المعارضة بقمع تمارسه قوات الامن التي اعتقلت اكثر من مئتي شخص. من جهتها، قالت المدرسة نانسي غوزمان التي شاركت في التظاهرة الداعمة للسلطات لفرانس برس "نحن الى جانب مادورو بقوة انطلاقا من ولائنا لقائدنا الابدي" الرئيس الراحل هوغو تشافيز. وسط هذا التوتر، قضى شاب في السابعة عشرة بعد اصابته برصاصة في راسه في سان برناردينو بشمال غرب كراكاس وفق مصدر طبي. وجرى ذلك عندما القى مجهولون على دراجة نارية قنابل مسيلة للدموع على تظاهرة للمعارضة، وفق ما افاد شهود فرانس برس. كما قتلت امرأة تبلغ 23 عاما في غرب فنزويلا، بحسب مدعين عامين ومنظمة غير حكومية. وقال مصدر في مكتب الادعاء العام لفرانس برس انه "تم اطلاق الرصاص على المرأة في رأسها"، فيما أفادت منظمة بروفيا الحقوقية الغير حكومية ان المرأة قضت "في سياق التظاهرات" التي اندلعت في البلاد. واغلقت نحو عشرين محطة مترو والعديد من المتاجر في كراكاس فيما منع جنود وشرطيون المعارضين من سلوك الشوارع الرئيسية المؤدية الى وسط العاصمة. تصاعد التوتر فجأة مساء الثلاثاء مع اعلان الرئيس مادورو تفعيل "خطة زامورا" من اجل "دحر الانقلاب وتصاعد اعمال العنف". وقبل ساعات من بدء التظاهرات، ندد الرئيس الفنزويلي مجددا بمحاولة انقلاب، موجها اتهاماته تحديدا هذه المرة إلى الولاياتالمتحدة. وقال مادورو خلال اجتماع في قصر ميرافلوريس في كراكاس نقلته الإذاعة والتلفزيون إن "الولاياتالمتحدة" وتحديدا "وزارة الخارجية أعطت الضوء الأخضر للتدخل في فنزويلا". لكن تحالف المعارضة في "طاولة الوحدة الديموقراطية" رفض هذه الاتهامات وندد "بالحروب الوهمية لمادورو ومؤامراته التي لا وجود لها". كذلك دعا مادورو إلى ملاحقة خوليو بورخيز رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015 بتهمة "الدعوة إلى انقلاب". وكان رئيس البرلمان دعا القوات المسلحة الثلاثاء إلى البقاء "وفية" للدستور والسماح للمعارضين بالتظاهر سلميا الأربعاء، تعقيبا على إعلان قائد الجيش ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز الاثنين "وفاء غير مشروط" لمادورو. وأكد بورخيز أنه لا يطلب من العسكريين القيام ب"تمرد" ولا "انقلاب"، بل أن "يوقفوا التجاوزات" و"المضايقات" و"القمع". وأدت آخر موجة من التظاهرات ضد مادورو عام 2014 في البلد الذي يصنف من الأشد عنفا في العالم، إلى سقوط 43 قتيلا بحسب حصيلة رسمية. ودعا نائب رئيس البرلمان فريدي غيفارا المعارضين إلى "ملء الشوارع لنقول لمادورو إننا لن نسمح بديكاتورية". وأعربت 11 دولة من أميركا اللاتينية عن قلقها الاثنين داعية كراكاس إلى "ضمان" الحق في الاحتجاج سلميا، في مسعى اعتبرته حكومة فنزويلا "تدخلا سافرا" في شؤونها. لكن مادورو لا يبدي استعدادا للتهدئة. وبعدما أعلن نشر قوات عسكرية تحسبا لتظاهرات الأربعاء، أكد تعزيز الميليشيات المدنية التي ستعد 500 ألف عنصر مع "بندقية لكل منهم" تحسبا لأي "تدخل أجنبي" محتمل. وانطلقت موجة التظاهرات في الأول من أبريل اثر قرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو يقضي بتوليها صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة احتجاجات دبلوماسية دفعتها الى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة. ويعتقد بعض المراقبين أن الحكومة ستكشف قريبا تاريخ الانتخابات المحلية التي أرجئت في 2016 إلى أجل غير مسمى، سعيا منها للتهدئة. غير أن المعارضة تريد المزيد وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة. ويشكل أي استحقاق انتخابي تهديدا لمادورو الذي يتمنى 70% من الفنزويليين رحيله من السلطة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أفرغت المتاجر وضاعفت التضخم الذي سيصل إلى 720,5% في نهاية العام 2017 بحسب توقعات صندوق النقد الدولي.