شكلت ريادة المغرب وتجربته الغنية في مجال الإنتاج السينمائي المشترك وكذا "نموذجه الملهم للتعاون جنوب – جنوب والإنتاج المشترك شمال-جنوب"، محور ندوة نظمت أمس الخميس (20 أبريل) بدار المغرب بمونريال، من قبل المركز الثقافي المغربي. وأبرز مدير دار المغرب جعفر الدباغ، لدى افتتاح الندوة، أن هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع مؤسسة "نظرات من إفريقيا" في إطار الدورة ال33 للمهرجان الذي يحمل الاسم ذاته والذي يستضيف المغرب كضيف شرف، يهدف إلى إبراز التجربة الغنية للمملكة في مجال صناعة السينما، مضيفا أن المغرب يتوفر على إنتاج سينمائي من بين الأكثر ازدهارا بإفريقيا، كما ينهج منذ سنوات استراتيجية استقبال الإنتاجات الدولية في استوديوهاته في ورزازات والدار البيضاء. وذكر الدباغ أنه في كل سنة فإن العديد من الإنتاجات العالمية تختار المغرب كفضاء للتصوير، مبرزا أن هذا النشاط السينمائي المهم يتمحور أيضا حول تنظيم العديد من المهرجانات واللقاءات الدولية، منها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي أضحى جسرا ثقافيا ومنصة عالمية مرموقة تحتفي بالفن السابع. واعتبر أن الندوة تشكل أيضا فضاء للتفكير بشأن آفاق التعاون الكندي المغربي والكندي الإفريقي في مجال الإنتاج السينمائي المشترك، وذلك من خلال البدء في نسج روابط في القطاع على الصعيدين الثقافي والاقتصادي لتسهيل التبادل بين المهنيين وتوزيع الأعمال في إطار مقاربة رابح – رابح. من جهتها، قدمت ليلى تونزي، رئيسة مصلحة مراقبة الإنتاج والمنسقة – المسؤولة عن الترويج لوجهة المغرب لدى المنتجين الأجانب بالمركز السينمائي المغربي، لمحة عامة عن المركز، الذي أنشئ في سنة 1944، وصلاحياته الرئيسية لترويج وتعزيز السينما الوطنية. وبعد أن ذكرت بأن صندوقا لدعم الإنتاج السينمائي المحلي قد تم إحداثه في سنة 1980 بميزانية سنوية قدرها 7.5 مليون دولار، نوهت تونزي بتطور الإنتاج السينمائي في السنوات الأخيرة بالمغرب، وهو ما مكن من بلوغ 25 فيلما طويلا سنويا. بخصوص الإنتاج السينمائي المشترك جنوب-شمال وجنوب-جنوب، ذكرت بأن المغرب وقع منذ سنة 1977 اتفاقيات للإنتاج المشترك مع العديد من البلدان (الأرجنتين، بلجيكا، بنين، كندا، كوت ديفوار، إسبانيا، مصر، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، مالي، النيجر، السنغال وبلدان المغرب العربي)، وهو ما سمح بإنتاج مشترك للعديد من الأفلام بتعاون بين شركات إنتاج مغربية وشركات من الدول الموقعة، أو أفلام من إنتاج مشترك بين المركز السينمائي المغربي وشركات الإنتاج الموقعة، أو أفلام من إنتاج مشترك بين المركز وشركات سينمائية لبلدان غير موقعة على هذه الاتفاقيات. وشددت تونزي على أن المغرب يشكل اليوم فضاء مفتوحا للتصوير بالنظر إلى عدد الأفلام الأجنبية التي صورت بالمملكة، وخاصة في استوديوهاته بورزازات والدار البيضاء، مضيفة أن البلاد أضحت وجهة مفضلة تثير اهتماما كبيرا لدى كبار المخرجين السينمائيين الدوليين.