سيكون فيلم "إل يامادو ديل ديسييرتو" للمخرج الأرجنتيني بابلو سيزار والذي ستنتجه شركة الانتاج المغربية "أغورا فيلم"، باكورة التعاون السينمائي المغربي الأرجنتيني، الذي تؤطره الاتفاقية الموقعة بين البلدين في هذا المجال سنة 2000. وسيتم تصوير هذا العمل السينمائي المشترك، الذي حظي بدعم المركز السينمائي المغربي والمعهد الوطني الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية (إنكا)، في كل من المغرب والأرجنتين. ويحكي الفيلم قصة جد وحفيده هاجرا من المغرب إلى الأرجنتين في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، حيث استقر بهما المقام في هذا البلد الجنوب أمريكي تاركين وراءهما ماضيا مليئا بالأسرار... سنوات بعد ذلك، يقرر الجد العودة إلى بلده الأصلي لحل مشكلة ما ظلت عالقة ويأمل أن يقنع حفيده بمرافقته ليكون شاهدا على التحولات التي طرأت في المغرب. وأكدت المستشارة بسفارة المملكة بالأرجنتين، كريمة بن كيران، في كلمة خلال دعوتها، أمس الأربعاء، للقاء للإعلان الرسمي عن إطلاق "المنتدى الأول للإنتاج السمعي البصري اللاتيني العربي"، والذي سينعقد على هامش الدورة ال31 للمهرجان الدولي للسينما بمار ديل بلاتا، بالأرجنتين (18-27 نونبر المقبل)، إن هذا العمل يجسد تقاربا سيعزز أكثر فأكثر العلاقات بين المغرب والأرجنتين وسيساهم في مد جسور تبادل وحوار ثقافي أوسع بين سينمائيي البلدين. وأعربت بن كيران عن أملها في أن يساهم هذا الإنتاج المغربي الأرجنتيني المشترك وكذا دعم المؤسسات السينمائية بالبلدين في تشجيع السينمائيين والسلطات العمومية والممثلين المغاربة والأرجنتينيين على العمل معا من أجل النهوض بالإنتاج السينمائي المشترك من أجل المزيد من التعاون السينمائي جنوب-جنوب، معتبرة أن هذا الفيلم يمكن ان يشكل نقطة جذب سينمائي للمغرب نحو أمريكا اللاتينية، كما يمكن أن يجعل من المملكة بوابة سينمائية بالنسبة للأرجنتين نحو إفريقيا والعالم العربي. كما ذكرت بالمقومات السينمائية التي يتمتع بها المغرب، لاسيما على مستوى تنوع المناظر الطبيعية، والتي جعلت منه فضاء لتصوير العديد من الأفلام الأجنبية العالمية منذ عشرينيات القرن الماضي، ولازال. من جانبه، اعتبر، رومولو بويول، المسؤول عن العلاقات المؤسساتية بالمعهد الوطني الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء، أن الأعمال السينمائية المشتركة بحاجة إلى أرضية مثل تلك التي توفرها اتفاقية التعاون السينمائي الموقعة بين المغرب والأرجنتين، معتبرا أن مثل هذه الخطوات باتت اكثر من ضرورية مع البلدان العربية. وبعد أن ذكر بأن المغرب هو البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي تجمعه اتفاقية تعاون سينمائي مع المعهد السينمائي الأرجنتيني، أبرز بويول أن فيلم "إل يامادو ديل ديسييرتو" سيساهم في تقريب ثقافتين مختلفتين لكن فيهما الكثير من القواسم المشتركة، مشددا على أن "المنتدى الأول للإنتاج السمعي البصري اللاتيني العربي" والمهرجان الدولي للسينما بمار ديل بلاتا، يشكلا فضاءين لاستكشاف فرص وآفاق التعاون السينمائي بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي. من جهتها، شددت فيفياندا ديوني، المسؤولة عن دعم الانتاج السمعي البصري بالمعهد الأرجنتيني، في تصريح مماثل، على أهمية مبادرات مثل المنتدى الأول للإنتاج السمعي البصري اللاتيني العربي وكذا اتفاقية التعاون السينمائي الموقعة بين بلادها والمغرب، كونها تمثل آليات لتعزيز التلاقح الثقافي بين الشعوب، داعية، في هذا الصدد، إلى العمل من أجل المزيد من الأعمال السينمائية المشتركة. ويعد المخرج بابلو سيزار واحدا من أبرز الأكاديميين المتخصصين في الفن السابع ويتوفر على رصيد حافل من الاعمال السنيمائية إخراجا وتأليفا، كما أنه يعتبر مرجعا في الثقافة السينمائية الأرجنتينية وسبق أن نشر العديد من المقالات حول الموضوع في مختلف المجلات والصحف العالمية المتخصصة. وأخرج سيزار نحو عشرة أفلام طويلة، ابرزها "من وجوه المرآة" (1983) و"العائلة المقدسة" (1988) الذي نال جوائز تقديرية في مهرجانات دولية بفرنسا والبرتغال وإسبانيا وكولومبيا، و"حديقة الورود"، وهو عمل مشترك بين الأرجنتين وتونس (1996) و"حديقة العطور" (1997) وهو إنتاج مشترك أرجنتيني- مالي، فضلا عن أزيد من 20 فيلما قصيرا.