الجميع هنا اليوم بمكناس لا يتكلم إلا لغة واحدة «تافلاحت» و«تاكسابت» بدارجنا المغربي الأصيل. نساء ورجال من مختلف الأعمار، عينهم كلها على منطقة صهريج السواني ينتظرون الفرصة أن تسنح لهم بزيارة أروقة وفضاءات الملتقى الدولي للفلاحة، في دورته الثانية عشر. ملتقى أخرج المدينة من سباتها منذ سنة 2006، يوم قرر الملك محمد السادس أن يمنح هذه المدينة العريقة حياة جديدة من خلال تمتيعها بتظاهرة في مستوى تاريخ وإرث مكناسة الزيتون، ستدب فيها الحياة من جديد ولو لأسبوع. شهد المعرض الفلاحي في دورته الثانية عشر اليوم الأربعاء، الانطلاقة الفعلية والرسمية بالنسبة للعموم بعد أن فتح المنظمون أبوابه في وجه الزوار. ومنذ الساعات الأولى لليوم، بدأ يلاحظ تقاطر المواطنين من كل الفئات و الأعمار، ومن مختلف المدن المغربية. زوار منهم من اعتاد الحضور ضمن هذا الموعد السنوي الفلاحي الهام، ومنهم من يحضر لأول مرة ليكتشف هذا الفضاء، وما يزخر به من معروضات و مواد فلاحية. ستتحرك الحياة على إيقاع المعرض وما يحيط به من أنشطة موازية، حيث يتحول فضاء صهريج السواني، ذي الحمولة التاريخية إلى قبلة تجتذب عشرات الآلاف من الزوار (الدورة الحالية تتوقع أن يزور المعرض قرابة 1 مليون شخص من مختلف مدن المملكة وحتى من الخارج). وقبل أن يصل الزائر إلى فضاءات صهريج السواني، تستوقفهم مهرجانات التبوريدة التي، تستمر طيلة أيام المعرض، جاذبة إليها هي الأخرى آلاف الزائرين لمشاهدة عشرات السربات القادمة من العديد من مدن المملكة. ومباشرة بعد اليوم الثاني من افتتاح المعرض، يمتلئ الشارع الذي قرابة كلمترين بحشود الزوار ويغدو باب الهري محجا تعبره العائلات والفلاحون والمقاولون وكل من يرغب في الوصول إلى مدخل المعرض.