تجري حاليا بالموقع الأثري صهريج السواني بالعاصمة الإسماعيلية استعدادات على قدم وساق لتنظيم الملتقى الدولي للفلاحة في دورته التاسعة، حيث تم وضع البنيات التحتيية تخص الأروقة الخاصة بالأقطاب الفلاحية الكبرى في أفق افتتاح أبواب الملتقى يوم 24 أبريل المقبل إلى غاية 3 ماي. صهريج السواني بمكناس يستعد لاستقبال الملتقى الدولي للفلاحة في هذا الصدد، ذكر جواد الشامي المفوض العام للملتقى أن جلالة الملك محمد السادس يعطي أهمية كبرى لهذا الملتقى، الذي دخل هذه السنة في نسخته التاسعة، حيث يشكل حدثا مهما للمدينة التي تدخل في حركية تامة، إلى جانب كونه يشكل حدثا وطنيا ودوليا في قطاع له أهميبة كبرى في الاقتصاد الوطني. وأضاف الشامي، في حديث ل "المغربية"، أن الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يعرف هذه السنة الرفع من مساحة فضائه من خلال الزيادة من حيث عدد الأروقة، وفي الوقت ذاته الزيادة في عدد الدول المشاركة، وبالتالي هناك رهان كبير لارتفاع عدد الزوار، بعد أن تم الرفع من عدد الأيام المخصصة للمتلقى، الذي يعرف حضورا وازنا للشخصيات الوطنية والدولية البارزة في المجال الفلاحي وكذا القطاعات المرتبطة. وأكد أن الملتقى الدولي للفلاحة حقق الأهم بالنسبة للمغرب، ويتجلى في انفتاحه على الدول الإفريقية جنوب الصحراء وكذا الدول المغاربية وغيرها، وهو ما جعله يصل إلى مرحلة المهنية بكل المقاييس، بعد أن أصبحت الفلاحة المغربية حاضرة على المستوى الدولي بكل المعايير، وخير دليل أن بنية المساحة ارتفعت هذه السنة. كما تم اتخاذ تدابير عملية من خلال الزيادة في المرافق، وهذا يدل على أهمية الملتقى كمكسب وطني، وهذا راجع الى توجيهات الملكية السامية، وكذا تنفيذا للمخطط المغرب الأخضر الذي أعطى امتيازات مهمة بالنسبة للمهنيين والفلاحين في هذا المجال، وكذا دفعة قوية الذي جعل الكل يفكر في المزيد من الإنتاج والجودة، وأيضا البحث عن أسواق جديدة، بما في ذلك الأسواق الإفريقية بعد أن عرف الملتقى حضور عارضين، وكذا الزوار من الدول الإفريقية. وختم الشامي حديثه كون الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب لا يمكن أن يكون إلا واجهة متميزة للمنتجين، فهو الملتقى الأول للمملكة الشريفة وإفريقيا ومرجعا يحتذى به. كما أن مفوضية الملتقى تعد الحلقة التي تظم جميع الخدمات، لتوفرها على قاعدة مهيكلة في وضع وتسيير المشاريع، بعد أن سطرت لنفسها مسارا قبل ثماني سنوات، من أجل الخروج بمعطيات وحقائق ترتكز عليها في كل دورة، والاتجاهات السياسية في تطوير هذا الحدث الكبير للقطاع الفلاحي، من خلال زيادة في مساحة العرض لتلبية متطلبات توسيع الأروقة وكذا الممرات، وكذا توزيع للأقطاب مما يخدم احتياجاتهم، ويستجيب لمتطلباتهم وزوارهم، إلى جانب تقريب مختلف المرافق من قاعات الندوات وللقاءات وكذا المطاعم، وأخيرا تمديد المدة الزمنية. إلى ذلك عاينت "المغربية" الموقع الأثري صهريج السواني الواقع بتراب بلدية المشور الستينة، حيث يعرف حاليا الإعداد القبلي للملتقى الدولي للفلاحة المنظم من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة، وكذا المندوبية العامة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، وهو الملتقى الذي عرف منذ دورته الأولى ارتفاعا في عدد الزوار، ومن المنتظر أن يبلغ عدد الزوار الدورة الحالية مليون زائرا، وتبلغ مساحة الفضاء 170 ألف متر مربع منها 80 ألفا مغطاة، تضم عدة أقطاب فلاحية مهمة، وسيبلغ عدد العارضين 1060 عارضا يمثلون 51 دولة من بينهم 200 عارض دوليا، وسيتم تنظيم 29 ندوة، إضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات. يشار إلى أن جهة مكناس- تافيلالت تعد قطبا فلاحيا متنوعا، وتبقى مكناس عاصمة الجهة منطقة إشعاع فلاحي، من خلال احتضانها لمنطقة صناعية أكروبوليس الممتد خارج المدار الحضري للمدينة عند الجماعة القروية سيدي سليمان مول الكيفان، إلى جانب احتضان المدينة لمؤسسات فلاحية أقدمها المدرسة الوطنية للفلاحة بحاج قدور يتخرج منها تقنيون ومهندسون فلاحيون في شتى التخصصات ومدرسة غراسة البساتين ومدرسة الهندسة الطبوغرافية القروية بجنان بنحليمة بالقرب من موقع الملتقى الدولي ببلدية المشور الستينية، إلى جانب موقع مكناس ضمن منطقة سايس المعروفة بخصوبة تربتها ووفرة المياه الجوفية. هذا دون إغفال شهرة جهة مكناس في إنتاج الثمور بالرشيدية وأرفود والتفاح بميدلت، وكذا الزيتون والكبار بزرهون، مع العلم أن سلسلة جبال الأطلس المتوسط تعد خزانا للمياه بالمغرب ومنبعا لأهم الأنهار، إلى جانب كونها المزود الأول للسوق الوطني من مادة الخشب. وانطلاقا من هذه المعطيات تستحق مكناس أن تكون قطبا فلاحيا ومجالا لاحتضان الملتقى الدولي للفلاحة.