تؤمن بأن المبدع الحقيقي يضئ العتمات، ويعمق الادراكات الفردية والجماعية، انه انسان عميق بكل معنى الكلمة ، عاشق للجمال والخير والحق، وكائن يفيض بالكثير من النبل والكرامة والسمو والحب. فالفن عندها، ليس ثروة مادية فحسب، بل ثروة روحية كاستعارة متعددة المقابلة الحوارية، بقول الكاتب والمسرحي والشاعر النيجيري وول سوينكا: " الجسد خدعة جغرافية ، والروح حقيقتنا ". هكذا هي الفنانة ذات الحس الجمالي والفني المرهف السعدية هلوع، الفنانة الهادئة في الروح، والمفرطة في انسانيتها، والمشاغبة الأنيقة في فنها. في هذا اللقاء، تفتح لنا عوالمها الفنية لنطل على ما يميز ابداعاتها: حاورها: محمد معتصم ما هي أهم الدروب التي أوصلتك الى الفن التشكيلي؟ وأنا طفلة صغيرة كنت أحب الرسم حيث تبهرني رسومات القراءة في مرحلة الدراسة بالابتدائي ،انظر اليها طويلا وأحاول اعادة رسمها ، تم بدأ اهتمامي وولعي بالرسم يتطور مع مراحل الدراسة بالإعدادي والثانوي ، حيث كان أساتذتي يشجعونني على مواصلة الرسم .في 2011 بدأت الرسم بالصباغة المائية، حيث كنت أرسم لوحاتي انطلاقا من صوري الفوتوغرافية التي اخدها سواء من الحياة الاجتماعية أي من اليومي المعيش ،أو من المناظر الطبيعية أو الصور الشخصية. وفي 2013 انتقلت الى الرسم بالصباغة الزيتية التي أتاحت لي السفر في عوالم الرسم التجريدي العميقة والرحبة ، اذ استطعت تمثيل مشاعري في لوحاتي بكل حرية ، وحب وجمال …. بدأت بالمدرسة الواقعية مسارك الفني . لماذا الرسم الواقعي؟ لطالما شدني الرسم الواقعي في بدايتي الفنية و أعجبت بعمالقته الذين استطاعوا محاكات الطبيعة في لوحاتهم والرسم الو اقعي هو أساس كل أنواع الرسم ، حيث منحني هامش واسع ورؤية أفقية رحبة مكنني من ترجمة أحاسيسي ودواخلي التواقة الى كل ما هو جميل انساني رهيف على القماش ، وهذا نوع من السعادة الفنية بالنسبة الي. أنت خريجة مدرسة الحياة كما تقولين، نود معرفة خصوصية هذه المدرسة؟ الحياة هي منبع مشاعري أعبر عنها انطلاقا من معاناتي الشخصية ،عن حاضري ،عن ماضي وعن امال مستقبلي. أعبر عن الامي ، أفراحي وعن انكساراتي أيضا ، الحياة كما يقال خزان لكل المشاعر والأحاسيس هي المدرسة الأولى لكل انسان سواء كان فنانا أو كاتبا أو انسانا عاديا .أحاول تمرير رسائلي عن كل ما يستفزني وأجده متناقضا في مجتمعي مع انسا نيتي و خصوصا انسانية المرأة ككائن بشري فياض بالحب والحنان والانسانية …
أكدت في احدى حواراتك أن الحركة التشكيلية بالمغرب تعيش مخاضا سينج عنه مولود . كيف هي ملامح هذا المولود فنيا ؟ وأين يتجلى هذا المخاض؟ الحركة التشكيلية في المغرب تعرف نموا و تطورا، فبلادنا تمتلك تراثا خصبا ،غنيا و متنوعا ، و الحركة التشكيلية تعرف أيضا مخاضا لابد أن ينتج عنه مولود وهو في طريق التكوين ، و يتجلى ذلك في العديد من المعارض التي تنظم هنا وهناك ، ولا أخفيك أن هذه المعارض يوجد بها الجيد من الأعمال الفنية ، كما توجد بها أعمال دون المستوى / أعمال في حاجة الى الاجتهاد والدراسة والمثابرة …. كيف تحسين وأنت أمام بياض اللوحة؟ أمام بياض اللوحة تجتاحني أفكار كثيرة بدواخلي، أشعر بحزن وفرح ولذة في ذات اللحظة ،لا أعرف من اين ابدأ ، اتردد تم فجأة أرسم أول خطوطها ، بعدها تنساب الأحاسيس ،وتبدأ الرسومات في الوضوح ،ومع مرور الوقت تكتمل اللوحة وتجتاحني سعادة فريدة وكأنن مولودي رأى النور مكتمل الملامح والصور. تعيشين بمدينة أكاديرالمدينة التاريخية والسياحية. ما ذا استفادت السعدية هلوع فنيا من هذه المدينة وكيف هي الحركة التشكيلية بها؟ الحركة الفنية التشكيلية بمدينة أكادير في تطور ملحوظ ومستمر ، حيث تنظم العديد من المعارض والاقامات الفنية ، كما تعرف المدينة حركية فنية مهمة ومتميزة سواء بمساهمة الفنانين المغاربة وكذا الفنانين الأجانب الذين يزورون هذه المدينة السياحية التي تعتبر مدينة الفن والتسامح وتعدد المراجع التاريخية والحضارية ، وكل هذه المواصفات الجميلة تجعل من أكادير قبلة للفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي .وهذه الحركية الفنية أتاحت لي فرصة تبادل الحوارات الفنية والثقافية ، واكتساب خبرات فنية مع الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب. ما هي الرسائل التي تراهن عليها السعيدية في لوحاتها الفنية؟ ولماذا؟ الرسائل التي أعبر عنها في أعمالي الفنية كثيرة، أهمها يخص المرأة، المرأة كإنسانة تعاني من التمييز والاقصاء والتهميش، فالمرأة تمتلك قدرات فكرية ، وذهنية رائعة ، قادرة على تحمل المسؤوليات بشتى أنواعها، حيث برهنت في كثير من المجالات على التميز والتفرد، وعلى تحمل المسؤوليات، ومن هذا المعطى ومن باب الانصاف، تجد المرأة حاضرة بقوة في لوحاتي وفي أعمالي الفنية ، عربون محبة وتقدير للمرأة المغربية. بماذا تحلم الفنانة السعدية هلوع ؟ أحلم بغد أفضل منصف للمرأة ،كما أحلم بأعمالي الفنية أن تصل الى أبعد ،ويكون لها شأن في المشهد التشكيلي المغربي والعربي والغربي.