دخل مساء الأربعاء الفيلم الروائي الطويل "نور في الظلام" غمار التنافس على جوائز الدورة 18 للمهرجان الوطني للفيلم، وهو من إخراج خولة أسباب بنعمر، وسيناريو مشترك بين المخرجة والمخرج رؤوف الصباحي، وتشخيص كل من أميمة الشباك، حسين أغبالو، لطيفة أحرار، صلاح بن صالح، امحمد البحيري، غيثة بنحيون، جلال كاريوا، حميد المرجاني ورشيد الصباحي. يتطرق الفيلم لموضوع إدماج المكفوفين في المجتمع في شكل قصة حب تجمع طالبة في معهد السينما اسمها "نور"، وطالب شاب كفيف البصر اسمه "منير"، يكافح من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح مقدم نشرة الأخبار، و يعيش صراعا داخليا بين النظرة الدونية لبعض زملائه له وبين مجموعة من الشروط الموضوعة لانتقاء المذيعين، والتي تُقصي المكفوفين من هذا الحق، وبين إهمال والده له. وإزاء هذه الصراعات، تبحث "نور" عن جميع الحلول الممكنة بمعية صديقه الذي يشاركه غرفة في الحي الجامعي، لمساعدته على الخروج من دائرة الظلام التي يرسمها حول نفسه .
وحسب ما أوضحت مخرجة الفيلم أثناء المناقشة، فإن القصة مقتبسة من رواية لرؤوف الصباحي، والرواية نفسها مستوحاة من السيرة الذاتية للكاتب، إذ إنه هو ابن الإذاعي رشيد الصباحي والإعلامية الراحلة حياة بلعولة، اللذين كانت تربطهما علاقة حب شبيهة بتلك التي في الفيلم. وفي الإطار ذاته، أشار المذيع رشيد الصباحي في تصريح ل"أحداث.أنفو" ولجريدة "الأحداث المغربية"، بأننا في حاجة لمثل هذه الأفلام التي تعالج موضوع إدماج هذه الفئات التي تحارب كل أنواع التمييز، ومن المفروض أن تتحول نظرة الشفقة لهذه الفئة إلى مطالب حقوقية مشروعة وملحة، من أجل توفير الظروف والإمكانيات التي تسمح لهذه الفئة بالنجاح مثلها مثل جميع الفئات الأخرى. وقبل عرض فيلم "نور في الظلام"، تم تقديم فيلم قصير بعنوان " خلف الجدار" من سيناريو وإخراج الشابة كريمة زبير، ومن تشخيص مانون فاليز، أبرار شناني، خديجة علوش، حكيم رشيد وامحمد واكلو. ويحكي هذا الفيلم القصير قصة طفلة تعيش رفقة أسرتها في حي صفيحي محاط بجدار يفصله عن المدينة، وبطريق سيار وسكة حديدية من الجانبين، مما يشكل خطرا على حياة الأطفال المتمدرسين الذين يضطرون كل يوم للمرور عبر السكة الحديدية، التي لا يوجد بها لا معبر خاص بالراجلين ولا أضواء تنذر بقدوم القطار، الأمر الذي يتسبب في سقوط أرواح كل سنة. و لكي تجد ساكنة الحي الصفيحي منفذا لها نحو عالم المدينة، تحدث ثقبا كبيرا في الجدار. وقد استحسن الكثير من المتدخلين هذا العمل أثناء مناقشة الفيلم، حيث اعتبروا أن الفيلم ينطوي على رؤية إنسانية، ويعبر عن معاناة شريحة مهمشة من المجتمع، تعيش في خطر يومي، في الوقت الذي لا يقدم لهم فيه المسؤولون عن أوضاعهم أي حل، ويكتفون بحجبهم عن باقي المدينة بجدار ليُخفوا تقصيرهم وإهمالهم. وقد تم في اليوم ذاته عرض فيلم قصير آخر بعنوان "أمل" من إخراج وسيناريو عايدة السنة، ومن تشخيص كل من كاميلا عواطف، مراد الزاوي، حميد نادر، راوية وسعاد العلوي، تلاه عرض الفيلم الوثائقي "معجزات قسم" الذي يوثق لمعاناة المغاربة المحتجزين في تندوف، الذين قضوا أزيد من عشرين سنة في الأسر، ذاقوا فيها كل أنواع التعذيب، لكنهم ظلوا أوفياء لوطنهم وللقسم الذي أدوه لحماية الوحدة الترابية والوفاء للعرش العلوي. والشريط من إخراج وسيناريو لبنى اليونسي، وقام بتشخيصه علي نجاب، محمد بطيش، عبد الرحيم أجايني، محمد بلقاضي، بوزيد السبع، علي فارس، عبد الله المخفي، العود بلا، عبد العزيز بريول، موحا كرجو، عبد الرزاق الفريزي، حامد اللبان، محمد الباز وأحمد العروسي.