كيف يمكن تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية المغربية الأمريكية، في ظل المتغيرات التي طرأت على هرم السلطة بالولايات المتحدة بانتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للبلاد؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه محمد الحجام، مقاول مغربي شاب بالولايات المتحدة، والذي يستعد خلال الأسابيع المقبلة لتنظيم الدورة الثانية من لقاء المقاولين المغاربة في أمريكا، في لقاء له مع موقع "أحداث أنفو".
هذا اللقاء، الذي يرفع فيه الحجام شعار «جعل المغرب قوي و كبير من جديد» الذي استلهمه من خطابات حملة ترامب، سيجمع العديد من الشباب المهاجر بالديار الأمريكية مع فاعلين اقتصاديين أمريكيين وصناع القرار في أمريكا. وهو اللقاء الذي يطمح فيه المقاول المغربي وبقية الشباب المغاربة، إلى التعريف أكثر بالمغرب وتسويق المملكة كمنصة للأعمال للمستثمرين الأمريكيين، والتي تقدم فرصا حقيقية لهؤلاء الباحثين عن آفاق جديدة لتطوير أعمالهم. محمد الذي يعيش بالولايات المتحدةالأمريكية وبالعاصمة واشنطن منذ أزيد من 20 سنة، يتحدث بحرقة كبيرة عن ضعف الانفتاح المغربي على الأمريكيين، معتبرا أن المسؤولين، أهدروا ولسنوات عدة، الفرص لإسماع صوت المغرب لدى الفاعلين الأمريكيين. واعتبر محمد الحجام، في اللقاء معه، على أن الدينامية التي يشتغل بها جلالة الملك لا تواكبها مبادرات من بقية المسؤولين، والذين يتخاذلون في أخذ المبادرات لطرق أبواب أكبر اقتصاد في العالم، عبر خلق شراكات مع الفاعلين فيه في الكثير من المجالات. وأكد أن هناك فراغا كبير على مستوى العلاقات المغربية الأمريكية، وهو ما دفع به، في إطار ما يسميه بحماقاته، إلى تنظيم لقاء سيكون رافعة لتقريب المسؤولين الأمريكيين أولا من المقاولين الشباب المغاربة، الذين ينشطون كثيرا في قطاعات مختلفة في بلاد العم سام، ويساهمون في الاقتصاد الأمريكي ومن الفاعلين المغاربة، خاصة من رجال الأعمال الذين يمكن أن ينسجوا خلال هذا اللقاء، علاقات اقتصادية مع نظرائهم من أمريكا. وفي هذا السياق، أوضح محمد الحجام، أن دورة هذا العام من لقاء المقاولين المغاربة بأمريكا، ستشهد حضور ضيف متميز تم اختياره ليس للونه السياسي، ولكن بصفته رجل أعمال ويتمتع بتجربة كبيرة في المجال التجاري والاقتصادي، سيحقق الإضافة النوعية المرجوة خلال أيام اللقاء، إذ ستدفع أكثر نحو تحديد الخطوط العريضة للعلاقات التجارية بين المملكة وأمريكا في مجالات متعددة. كما يطمح الحجام، من خلال هذا اللقاء المهم، إلى خلق نسيج اقتصادي مع رجال الأعمال الأمريكيين، وتتبع المقاولات ليكون لها صوت قوي في أمريكا، وخلق فضاء حقيقي للتعريف بالمغرب. كما شدد محمد الحجام، على أنه إذا كان الكثيرون يفضلون استقدام الأجانب إلى المغرب لإطلاعهم على مؤهلات البلد، فإنه اختار الاتجاه العكسي من خلال تنظيم اللقاءات بقلب أمريكا. لا لشيء، يضيف، إلا رغبة منه في حمل المغرب وأبنائه إلى الأمريكيين وتقديمهم لهم والتعريف به وبما يمكن أن يستفيدون منه خلال اللقاء. وفي هذا الصدد، ذكر محمد أن الدورة ستشهد برنامجا مكثفا من خلال تنظيم زيارات ميدانية للعديد من المسؤولين الأمريكيين في مجالات كثيرة، وشخصيات من قبيل عمدة ألكسندريا وعمدة واشنطن دي سي، إلى جانب تقديم عروض ستكون لها لا محالة نتائج إيجابية، سواء على الجالية المقاولة بأمريكا أو على الاقتصاد المغربي.