عائشة الشنا تعاني جحود الحكومات المتعاقبة ل54 سنة كرستها دفاعا عن قضية الأمهات العازبات ومن خلالهن الأبناء المرفوضين من آبائهم. وهي في سنها المتقدم هذا، لم تعد تقوى على كتمان أثر هذا الجحود والأسى الذي يسببه لها. وحسرتها وأساها ، تبديا بقوة بمناسبة ندوة صحافية للإعلان عن تظاهرة "صحراوية"، السباق التضامني النسوي بالداخلة، الذي تنظمه جمعية "خليج الداخلة"، وتنعقد دورته الثالثة مابين 30 يناير و5 فبراير2017. وبكثير من الألم والأسى، تستغرب، رئيسة جمعية التضامن النسوي، عائشة الشنا كيف يقبل المغرب على نفسه استمرار حالات التخلى عن المواليد الجدد يوميا وبأبشع الصور؟ وكيف يقبل المغرب بدستوره الجديد ، أن يحرم يوميا 24 مولودا جديدا من حقهم في الحياة؟ وهو الرقم الذي قدمته استنادا على آخر الإحصائيات في هذا الصدد. وإذ تحجرت الدموع في المآقي، لأن المواجهة مع مأساة الأطفال المتخلى عنهم والمواليد الجدد المغتصبين في حقهم في الحياة، علمت الحاجة الشنا الصلابة، إلا أن نزف القلب لا تستطيع سبيلا لوقفه وهو يزداد حدة بمعاينتها جهودها ومن حولها جهود المجتمع المدني تكاد تذهب سدى في غياب دعم تشريعي وقانوني يحمي حق هذه الفئة الهشة في كينونتها كمواطنين كاملي المواطنة. عائشة الشنا، استغلت حضورها، هي عرابة تظاهرة "صحراوية" منذ دورتها الأولى، لتعيد التذكير بنضالها وقضيتها وهي تندد بما دأبت على توصيفه ب"سياسة النعامة" التي تنتهجها الدولة في مواجهة قضية الأمهات العازبات. وتعيد القول بحرقة "حرام وعيب وحشومة يوميا 24 رضيع يتقتلو ويتلاحو فالزناقي ومني القانون منع الحق فالإجهاض مبارك ومسعود، لكن يلقاو لينا الحل لهاد الولاد اللي بسباب هاد المنع تيتقتلو يوميا". الحاجة الشنا، وللتغلب على يأسها من الجهات الرسمية ومن مالكي القرار التشريعي، فإنها تبحث عن العزاء في التظاهرات التضامنية التي تجدد ثقتها في عدالة قضيتها وتقوي عزيمتها وتبعث بعض الأمل في أفق قد يكون أفضل .. وهذا تحديدا ما وجدته في تظاهرة "صحراوية"، التي أخذت على عاتقها منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات الآن، تكريس الأمل في نفوس النساء وتعزيز قدراتهن الخاصة لتقوية عزائمهن و شحذ تحديهن لصعوبات الحياة وامتحاناتها كيفما كانت طبيعتها سواء كان المرض أو الفقر والتهميش وذلك من خلال المشاركة في ممارسات رياضية ضمن إطار تضامني وتنافسي الغاية منه دعم جمعيات تعنى بالنهوض بوضعية وحقوق النساء. وفي هذا السياق، أوضحت رئيسة جمعية "خليج الداخلة"، ليلى أوعشي، أن الدورة الثالثة لتظاهرة "صحراوية"، ستشهد تنافس 30 ثنائيا نسويا (60 امرأة من جنسيات متعددة يمثلن 30 جمعية تعمل في مجال النهوض بوضعية وحقوق المرأة) سيتبارون بين مياه ورمال الصحراء لمساندة جمعية من اختيارهم. وزادت مؤكدة أن التظاهرة "تتميز بطابعها التضامني ، الذي يتجلى في منح المشاركات فرصة لخوض تجربة رياضية فريدة من نوعها، تجمع بين قيم التضامن والتحدي والاكتشاف والانخراط في مشروع إنساني واجتماعي". واختارت التظاهرة في دورتها الثالثة هذه دعم بشكل مباشر جمعية التضامن النسوي، التي ترأسها عائشة الشنا، والتي تشتغل منذ ثلاثين سنة الآن في الدفاع عن قضية الأمهات العازبات، فضلا عن دعم جمعية "أصدقاء الشريط الوردي"، التي تعنى بدعم النساء المصابات بسرطان الثدي، ودعم جمعية نسوية ثالثة محلية تشتغل بجهة الداخة – وادي الذهب. وتروم التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعزيز مكانة المرأة في مجال الرياضة من خلال مشاركتها في مجموعة من الرياضات والأنشطة المتنوعة مثل الجري وركوب الدراجات والبياثلون وركوب الزوارق الشراعية .. فضلا عن أنها تهدف إلى التعريف بجهة الداخلة وادي الذهب التي تزخر بثروات طبيعية وثقافية متنوعة. وكانت الدورة الثانية للسباق التضامني النسوي "الصحراوية"قد عرفت مشاركة 25 فريقا من المغرب، وفرنسا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، والكامرون. وتوجت بتوزيع مساعدات مالية على العديد من الجمعيات حتىتتمكن من إنجاز أنشطتها ومشاريعها الاجتماعية.