لم يعد التعريف بالمسيح حبيس بعض الكتب التي توزع سرا داخل المغرب، أو مدونات بأسماء مستعارة يحاول أصحابها لفت الانتباه إليهم في الظل، بل أصبح للمغاربة قنوات خاصة، توازيها خرجات إعلامية تتسم بالجرأة لإعلان عقيدتهم الجديدة بوجه مكشوف، مع التمسك بوحدة خطاب يركز على مغربيتهم بالدرجة الأولى بغض النظر عن انتمائهم العقدي غير المرغوب فيه بين صفوف غالبية ترى الإسلام الديانة "الحتمية" لكل من ولد لأبوين مسلمين. مواقع التواصل، والقنوات الخاصة على اليوتيوب، تحولت لما يشبه منابر دعوية تعرف المغاربة بالمسيحية، من طرف معتنقيها بوجه مكشوف، بعد توجيههم للعديد من الانتقادات حول المعالجة الإعلامية لقضيتهم، وهو ما فتح الباب ل"ترويج عدد من الإشاعات البعيدة عن حقيقة المسيحية بالمغرب"، وفق عبارة بعض المسيحيين الذين اختاروا التعريف بنفسهم دون وساطة، وبوجوه مكشوفة، عبر تسجيلات ترفع الغموض عن طقوسهم في العبادة. «كيفاش المغاربة المسيحيين كيعبدو الله؟»، سؤال طرحه الأخ رشيد، كما يحب تسمية نفسه، وهو أحد أشهر المغاربة المتحدثين باسم المسيحيين، والمنتقد لعدد من المفاهيم الإسلامية، في جلسة مصورة مع عدد من المسيحيين المغاربة، الذين اعتبروا أن أي تجمع إيماني يعتبر كنيسة وفق المعنى الأصلي للكلمة، قبل أن يتم تداولها فيما بعد كتسمية على مكان العبادة، قبل أن تتطوع الأخت زينب لافتتاح الصلاة بعد أن طلبت من الحاضرين إحناء رؤوسهم وإغماض أعينهم ونسيان كل ما يدور حولهم، «شكرا ليك يا بونا على هاد النهار، شكرا لأنك كاين معانا وحاضر وسطنا، كنصلي من أجل بلادي يا رب، كنصلي من أجل ملك البلاد ديالنا يا رب، باش تكودو بالروح القدس ديالك في كل الأعمال اللي كيدير، كنصلي يا رب باش تحافظ عليه وعلى بلادنا وتفيض فيها بالخير.. يا إلهنا القدوس باسم الرب يسوع المسيح آمين». بعد إنهاء الصلاة، يواصل الحاضرون التعريف بطقوس العبادة المسيحية، حيث يتم ترديد عدد من الترانيم بالدارجة المغربية، ثم قراءة جزء من الإنجيل يليه تطوع أحد الحاضرين من أجل إلقاء موعظة، ثم ترديد بعض الترانيم ومشاركة الطعام والملح استحضارا لما فعله المسيح مع تلامذته. هي ببساطة خلاصة تسلط الضوء على واحدة من يوميات المسيحيين المغاربة المجاهرين بقناعاتهم، عبر برنامج "مغربي ومسيحي" الذي رفع شعار تامغرابيت في تبسط الظهور الذي يروم رفع الالتباس، والتصالح مع المجتمع، إلى جانب التعريف بتعاليم المسيح، دون إغفال نبرة المظلومية، من خلال سرد معطيات حول ما يعتبرونه تضييقا على حريتهم في التعبد، والدعوة بعيدا عن أي متابعة قانونية.