تعرضت تصريحات الدكتورة أسماء المرابط، رئيسة مركز الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء لموجة من الانتقادات بسبب موقفها من دوافع زواج النبي بعدد من النساء، وجهوده في تغيير التصور العربي عن المرأة، المنتقدون للدكتورة أعطوا لأنفسهم في البداية الحق في إصدار الحكم على نيتها التي "اعتبروها مغرضة" وتروم الإساءة لشخص النبي، مع إساءة الأدب معه وفق تعبير المهاجمين، الذي لم يفوتوا فرصة التذكير ب "سوابقها" في الإساءة للدين عندما نسب لها تصريح يشير إلى مطالبتها بالاختلاط بين الجنسين داخل المساجد، ومع أن الدكتورة المرابط اختارت الرد على منتقديها في حوار صحفي نفت فيه ما نسب إليها وتناقلته العديد من المنابر الإلكترونية. المرابط أشارت أن كلامها أخرج عن سياقه، وحمل معاني بعيدة كل البعد عن ما كانت تقصده، ومع ذلك تمسك مهاجموها بتعميم مغالطاتهم ليشيروا من جديد أنها تواصل "الكلام عن جهل"، وقد حاولت المرابط باعتبارها باحثة في الشأن الديني ضمن الخانة التي تخص النساء، تقديم قراءة خاصة للتعدد في حياة النبي معتبرة أن دافعه كان سياسيا بالدرجة الأولى لعقد تحالفات قبلية وفق الأعراف السائدة وقتها، ولعل المرابط كانت ترغب في دفع "شبهة الشهوانية" التي تلصق بالنبي بسبب زيجاته، إلا أن ما اعتبرته الباحثة اجتهادا يساير سياق النص والتاريخ، اعتبره آخرون انزلاقا في خط القراءات الإستشراقية المسيئة للنبي، " حسب تعليق المنتقدين. المرابط أثارت غضب البعض عندما استعملت عبارة "très malicieuses" عند توصيفها للسيدة عائشة باعتبارها أكثر زوجات النبي مشاكسة وذكاء مما خلق نوعا من التوتر داخل الحياة الزوجية للنبي، حيث رأى المنتقدون في العبارة وصفا جارحا لواحدة من زوجات النبي مع إيراد عدد من الترجمات للكلمة التي تركز على أنها تعني المكر والخبث دون مراعاة للسياق الذي وردت فيه العبارة، "هذه مجرد رويبضة بصيغة المؤنث، كيف لها أن تتجرأ على تقديم هذه القراءات الفجة التي تنم عن جهل كبير" يقول أحد المعلقين الذي لم ترقه جرأة المرابط وصراحتها في التعبير وجهة نظرها من موقف الخليفة عمر بن الخطاب الذي اعتبرته متحفظا في منح النساء حقوقهن وتغيير وضعيتهم زمن النبوة. عدد من المتتبعين للهجوم الذي تعرضت له الدكتورة المرابط، والذي كشف عن النظرة الدونية التي يتبناها المحسوبين على التيار المتشدد، ممن اتخذ من الهجوم فرصة للتقليل من المستوى الفكري للنساء، "هذا ما نحصل عليه عندما نسمح للنساء بالتدخل في النقاشات الدينية، المرأة وجدت لرعاية بيتها وأسرتها، أما القضايا الكبرى فلها رجالها .. صدق رسول الله عندما قال أنهن ناقصات عقل ودين" يكتب أحد المعلقين. مقابل ذلك عبر عدد من المتابعين عن قلقهم من الهجوم الذي تعرضت له المرابط، ومن المحاولات المتكررة لتعميم ما يفهمه البعض انطلاقا من خلفية ايديولوجية معينة" لا يوجد سبب منطقي لكل هذا الهجوم على السيدة، كما أن فهم البعض للكثير من العبارات لم يكن سليما لأنها وردت باللغة الفرنسية، إلى جانب النظرة المسبقة عن المرأة وعن الاجتهاد عموما خارج كتب التراث .. كما أنني لا أفهم سبب الهجوم على علماء المغرب و الرابطة والمؤسسات الدينية .." يكتب أحد المعلقين الذي تلقى بدوره الكثير من الانتقاد لأنه قبل ب"اجتهادات امرأة مكانها البيت".