تم مساء الثلاثاء عرض أربعة أفلام من ضمن الثمانية التي تتنافس عن جائزة الدورة الثانية لمهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، من 19 الى 22 دجنبر الجاري. والأفلام الأربعة التي تم عرضها بقصر المؤتمرات بالعيون هي "خناثة بنت بكار" للمخرج حميد زيان، و "محمية أوسرد بين الصحراء والمحيط" للمخرج حسن خر ، و"هرما" للمخرجة اسماء المدير، و"رحلة الشاي الاخضر" للمخرج عبد الاله زيرات. ويوثق فيلم "خناتة بنت بكار" لفتاة من قبيلة المغافرة التي كانت مستقرة بالأقاليم الجنوبية وتزجها السلطان المولى إسماعيل خلال زيارته لتلك الأقاليم والتي أصبحت امرأة عالمة وفقيهة وسياسية محنكة ، وأضحت مستشارة ووزيرة السلطان تجاوز صيتها المملكة المغربية وصارت معروفة حتى بالدول الأوروبية. واستمر تأثير هذه المرأة في الحياة السياسية المغربية حتى بعد وفاة زوجها السلطان حيث كانت وراء تنصيب ابنها المولى عبد الله سلطانا على المغرب بعد وفاة والده المولى اسماعيل وساندته خلال المحاولات التي قام بها جيش البخاري حين اراد ازاحته عن السلطة، وكان لها تأثير كبير على حفيدها المولى محمد فهي التي ربته وعلمته وغرست فيه قيم الانفتاح التي ستطبع سياسته الخارجية عندما سيصبح سلطانا على المغرب عقب وفاة والده المولى عبد الله . اما الفيلم الوثائقي "محمية أوسرد بين الصحراء والمحيط" فقد حاول المخرج من خلاله ملاحقة بعثات متفرقة من العلماء والباحثين المتعددي التخصصات، ورصد خططهم واكتشافاتهم لكنوز نفيسة بحمولتها الثقافية والطبيعية التي تزخر بها جهة الداخلة وزاذي الذهب وخاصة اقليم اوسرد. فيما حاول الفيلم الوثائقي "هرما" لمخرجته اسماء المدير اعادة احياء عرف تقليدي باحدى القرى جنوب المغرب، والذي انقطع لازيد من عشر سنوات في منطقة تسناسمين بإقليم طاطا، وهي قرية صغيرة منزوية بين الجبال ، حيث يتم في الاسبوع الموالي لعيد الاضحى ، وبالضبط يوم الخميس ، ذبح بقرة او ثور ، والذي يسمى في الموروث المتداول الاجتماعي للساكنة ب"المعروف" في اماريغية اقليم طاطا . ومن جملة ما ما يميز هذا العرف هو تجمع أهل القرية نساء ورجالا ، وضيوف الشرف القادمين من المدن والمناطق المجاورة كاكادير وطانطان وكلميم وطرفاية والداخلة لحضور حلقية " هرما" ، والتي يتحارب الرجال فيها فيما بينهم ، مرتدين جلابيب بيضاء واحزمة سوداء، والمنهزم منهم يتم ادخاله قسرا وسط الحلقية وربطه، حتى وإن كان ضيفا، الى حين ان يتكفل أحدهم بالعفو عنه باداء غرامة مالية او عينية. اما فيلم رحلة الشاي فقد حاول من خلاله المخرج تسليط الضوء على المسار التاريخي لوصول الشاي إلى المغرب و خاصة إلى المناطق الجنوبية وما ارتبط به من عادات وتقاليد وتأثيره على الحياة الاجتماعية للصحراويين عبر قرون من خلال قصة شابين مغربي وصيني. كما حاول ابراز مكانة الشاي في الموروث الثقافي الصحراوي الحساني، والذي يندرج ضمن العادات والتقاليد التي ينفرد بها المجتمع الصحراوي وضمنه قبائل بني حسان بالاقاليم الجنوبية. وستتواصل فعاليات هذا المهرجان، بتنظيم ندوتين حول" الابداع السينمائي في الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني : التحديات"، و" النقد السينمائي والفيلم الوثائقي"، الى جانب عرض الافلام الاربعة المتبقية المتنافسة في هذه الدورة والتي تشمل افلام "على طرق الصحراء" لخالد زايري ( 75دقيقة) و" ام الشكاك" لاحمد بوشلكة (60 دقيقة) و "من طاطا الى تمبكتو" لفاتن جنان محمدي (52 دقيقة) ،و"الاحتفال ذهابا وايابا" لمحمد بوحاري (52 دقيقة).