"هرما" فيلم وثائقي تم عرضه مساء اليوم الثلاثاء، بقصر المؤتمرات يالعيون، في ثاني أيام مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال في دورته الثانية، لمخرجته أسماء المدير، وذلك بعد عرض كل من فيلم خناثة بنت بكار وومحمية أوسرد بين الصحراء والمحيط. الوثائقي الذي تستغرق مدته 45 دقيقة، يرحل بالمتتبع إلى عوالم القرى بعاداتها وتقاليدها الصحراوية، فهو محاولة لاعادة إحياء عرف تقليدي بإحدى قرى جنوب المغرب، هذا العرف الذي انقطع لأزيد من عشر سنوات في إحدى المناطق بإقليم طاطا تسنامسين، القرية الصغيرة المنزوية بين الجبال. وحسب الورقة التعريفية بالفيلم، فيتم في الأسبوع الموالي لعيد الأضحى وبالضبط يوم الخميس نحر بقرة أو ثور والذي يسمى في المتداول الاجتماعي للساكنة ب"الماعروف" في أمازيغية مدينة طاطا، حيث يجتمع أهل القرية نساء ورجالا وكذا ضيوف الشرف القادمين من المناطق والمدن المجاورة مثل أكاديرطانطان وطرفاية والداخلة، الكل يجتمع لحضور حلقية هرما التي يتحارب الرجال فيما بينهم مرتدين جلابيب بيضاء أو أحزمة سوداء، والمتهزم منهم يتم إدخاله قسرا وسط الحلقية وربطه حتى وإن كان ضيفا يتكفل أحدهم بالعفو عنه بغرامة مالية أو عينية. وتشير الورقة، أنه وبعد وصوله إلى مكان التصوير بمشقة، يتفاجأ فريق العمل بخبر يفيد أن هذا العرف قد انقطع عن هذه القبيلة لأزيد من عشرة سنين"، ليتساءلوا هل سيتمكن الفريق من إعادة إحياء هذا العرف وضمان استمراره فوق رمال الصحراء المغربية؟". الفيلم الوثائقي من تشخيص زينة آيت ياسين، ومونتاج طارق عمراني، وسيناريو أسماء المدير وهو من إنتاج أوريزا المغرب. كما تم عرض فيلم وثائقي رابع ويتعلق الأمر بمحمية أوسرد بين الصحراء والمحيط، لمخرجه حسن خر، وهو وثائقي حاول من خلاله فريق التصوير ملاحقة بعثات متفرقة من العلماء والباحثين المتعددي التخصصات ورصد خططهم، حيث سيكتشفون الكنوز النفيسة بحمولتهم الثقافية والطبيعية التي تزخر بها جهة الداخلة ووادي الذهب خاصة إقليم أوسرد. الفيلم من إنتاج دلطا لانتاج الجنوب، وسيناريو حسن العماري وتشتغرق مدته 58 دقيقة. يذكر أنه تم في اليوم الثاني من المهرجان، الذي سيختتم بعد غد الخميس، عرض 4 أفلام من أصل ثمانية المشاركين في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوثائقي الحساني. ويتنافس على المسابقة 8 أفلام وثائقية، عرض منها 4، وسيتم غدا الأربعاء عرض الباقي، وهم كل من الفيلم الوثائقي "على طرق الصحراء" لخالد الزايري، و"أم الشكاك" لأحمد بوشلكة، و"من طاطا إلى تمبوكتو" لجنان فاتن محمدي، و"الاحتفال ذهابا وإيابا" لمحمد بوحاري، و"رحلة الشاي الأخضر" لعبد الإله زيرات. وتتنافس الأفلام الوثائقية المشاركة، على 5 جوائز، وهي الجائزة الكبرى ثم جائزة لجنة التحكيم، فجائزة أحسن إخراج، ثم جائزة أحسن مونتاج، وأخيرا جائزة أحسن موسيقى. أما لجنة التحكيم التي ستشرف على اختيار الأسماء الفائزة، فتم كل من رئيس اللجنة لحبيب عيديد كاتب وفاعل جمعوي وحقوقي وباحث في الثقافة والتراث الحساني، ليلى ماء العينين إعلامية وباحثة في الثقافة الحسانية، مريم عدو مخرجة أفلام وثائقية، المخرج السينمائي داوود ولاد السيد، والجيلالي فرحاتي. ويهدف المهرجان الذي يستمر طيلة 4 أيام، التعريف والترويج للفيلم الوثائقي الذي يعنى بالتاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، والتحفيز على الانتاج السينمائي عموما والأفلام الوثائقية على وجه الخصوص، وكذا بإحداث فضاء للقاء والحوار بين السينمائيين من كافة تراب المملكة، تثمينا للهوية المغربية وتعزيزا لاشعاع حضارة وثقافة وتاريخ المغرب. ويتضمن البرنامج العام للمهرجان مسابقة رسمية للأفلام الوثائقية وندوات تعنى بالفيلم الوثائقي من تنشيط مهنيين ومهتمين من المغرب والخارج