عادت جائزة أحسن إخراج (3 ملايين سنتيم) لرحال بوبريك، عن فيلمه "إيكوفيون"، الذي يتناول الحملة الشرسة، التي تعرض لها سكان الصحراء المغربية من طرف التحالف الإسباني الفرنسي ضد جيش التحرير المغربي، وآلت جائزة "المونتاج" (مليونا درهم) لسمية الدغوغي، عن فيلمها "حرب حقيقية سلام مغلوط"، بينما حجبت جائزتا الموسيقى ولجنة التحكيم، التي ترأسها المخرج سعد الشرايبي، وتشكلت من المخرج رشيد القاسمي، والباحث الصحراوي إبراهيم الحيسن، والسيناريست محمد فاضل الجماني. وقالت لجنة التحكيم، في تقريرها، الذي تلاه إبراهيم الحيسن، إنها حجبت الجائزتين لغياب موسيقى أصلية تمثل التراث الحساني، وتواضع المستويين التقني والفني للأفلام المشاركة وعددها 9 أنجزت ما بين 2010 و2015. وأوصت اللجنة بضرورة عرض أفلام جديدة لا يتجاوز تاريخ إنتاجها السنتين في الدورات المقبلة، كما شددت على ضرورة البحث المتواصل في الثقافة الحسانية، خصوصا الموسيقى الأصلية، وضرورة مناقشة الأفلام بحضور مخرجيها. ورغم تدني المستويين الفني والثقافي للأفلام المشاركة في الدورة الأولى، أكد الناقد مصطفى المسناوي على أهميتها، لأنها ستتحول بفعل الزمن إلى وثائق تاريخية تؤرخ لوقائع مهمة لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى على أرض الواقع. واجمع المشاركون في المهرجان، الذي نظم بمناسبة احتفالات المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، على أن الدورة الأولى كانت ناجحة، مبرزين دور مثل هذه التظاهرات في فك العزلة على المنطقة، وإبراز مواهب أبناء الصحراء المغربية، وتحفيزهم على توثيق تراثهم الحساني والمحافظة عليه باعتباره رافضا من روافد الهوية المغربية. كما نوهوا بالدعم، الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للصحراء المغربية، من خلال زيارة جلالته للأقاليم الجنوبية، إذ أعلن جلالته عن فتح أوراش تنموية ضخمة ستجعل من هذه الجهة المغربية قطبا اقتصاديا وثقافيا مهما. يذكر أن الفيلم الوثائقي "هوية جبهة"، الذي فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان، يسلط الضوء على أصل النزاع الدائر حول الصحراء المغربية، ومحاولة فهم أسباب تفاقمه، إذ تتوالى الشهادات المستقاة وصور الأرشيف والتصريحات، لتكشف مرة أخرى عن تورط الجزائر المفضوح في هذا النزاع. ويبين الفيلم الوثائقي كيف أن "البوليساريو"، الجبهة، التي أسسها طلاب صحراويون في إطار مقاومة الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية، سيقع احتواؤها من طرف الجزائر بهدف إضعاف المغرب ومحاولة السيطرة على المنطقة. وقال حسن بوحروتي، مخرج الفيلم الوثائقي، في تصريح سابق ل"المغربية"، إن الكثيرين يجهلون أن تأسيس "البوليساريو" يندرج في إطار حركة التحرير الوطنية المغربية ومقاومة الاستعمار الإسباني لجنوب المغرب، موضحا أن الأمر يتعلق بمؤشر على جهل كبير بحقيقة قضية الصحراء.