حظي المخرج الهولندي بول فيرهوفن بتكريم خاص بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في نسخته السادسة عشرة، مساء أمس الإثنين، بعدما قدم، في وقت سابق من نهار أمس، درسا سينمائيا (ماستر كلاس) أمام جمهور المهرجان. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن فيرهوفن قال في كلمة بالمناسبة، إنه يتم تكريمه لأول مرة وقد بلغ من العمر 78 سنة، ويتم هذا التكريم في المغرب، وفي المهرجان الدولي للفيلم مراكش، معربا عن إعجابه بحفاوة الاستقبال وجودة التنظيم. وذكر بأنه زار المغرب قبل عشرين سنة رفقة الممثل الأمريكي أرنولد شفرزينيغر لإخراج فيلم عن الحروب الصليبية، وجالا في الدارالبيضاء والأقاليم الصحراوية، وتم البدء في تشييد أسوار مشابهة لأسوار القدس القديمة قبل توقف المشروع بعد إعلان شركة الإنتاج إفلاسها. وأعرب عن سعادته لوجود الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، التي أدت دور البطولة في فيلمه « إل » (هي) المرشح لنيل الأوسكار، معتبرا أنها « ممثلة ساحرة وشجاعة وذات مستوى رفيع وموهبة طاغية »، إذ لم يتم الحديث خلال تمثيلها في أحد أفلامه عن الدور والحركات بل عن الثياب وبعض التفاصيل الأخرى. وقالت إيزابيل هوبير، التي سلمت المحتفى به درع التكريم، إنه مخرج استثنائي وواسع الخيال، يسير ضد الأفكار المسبقة، وتخرج مواضيعه عن المألوف، ويسير الممثلين بيسر وسهولة، مشيرة إلى أن العمل معه « مغامرة استثنائية ». وأشارت هوبير، التي كرمها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2012 وترأست لجنة تحكيمه سنة 2014، إلى أن المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ دعا فيرهوفن إلى هوليود فتكيف مع الآلية الهوليودية، وجعل من الممثلة شارون ستون نجمة، وأبرز تأثير السينما الأوروبية في الولاياتالمتحدة. وأضافت هوبير أن فيرهوفن يتمتع بحرية كبيرة واستقلالية وموهبة ضخمة وفرادة ضرورية في مجال الفن السابع، وأنها حلمت منذ صباها بالعمل إلى جانبه قبل أن يصبح حلمها حقيقة، إذ تحس بنفسها حرة تذهب إلى أقصى حدودها، وهذا هو عمل المخرج الكبير لأن « المهم هو ما يقوم به الممثلون » حسب تعبير أورسون ويلز. وتم، بالمناسبة، عرض لقطات من أفلام فيرهوفن الأكثر شهرة « ملذات تركية » (1973) و »سبيتيرس » (1980) و »الرجل الرابع » (1983) الذي حاز جائزة التحكيم أفورياز 1984 و »روبوكوب » (1987) و »غريزة أساسية » (1992) تبين طريقته الفريدة في الإخراج وإدارة الممثلين.