هي ابنة مدينة طنجة.إعلامية تألقت في العديد من البرامج الإذاعية. حاورت شخصيات وازنة في ميادين شتى، سواء من المغرب أو من العالم العربي. اعتاد متتبعوها سماعها عبر أثيرإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية التي التحقت بها سنة 2000، لكن برنامجها"بصراحة" منحهم هذه السنةفرصة مشاهدتها في قناة ميدي1 تيفي والتعرف على كيفية تدبيرها للنقاشات الجادة ذات الطبيعة الاجتماعية والتربوية والإعلامية والفنية. في الحوار التالي تتحدث الإعلامية خديجة الفحيصيل"أحداث. أنفو"عن تجربتها وعن مسارها المهني: * أنت خريجة كلية الآداب. كيف التحقت "بميدي1 راديو"؟ في الحقيقة تخصصي هو جمالية التعبير في اللغة العربية. ولكن الإعلام كان حلمي منذ زمان، خصوصا المرئي، وشاءت الأقدار أن أرسل طلب التشغيل للقناة الأولى ولإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية في نفس الوقت، وتلقيت ردا إيجابيا من المؤسستين معا، فاخترت "ميدي1 راديو" بحكم أنني ابنة مدينة طنجة. وفي أول يوم لي في الاذاعة أعجب المدير الفرنسي السابق "بيير كازالتا" بصوتي، فتم تعييني، وبدأت تدريبي في البرنامج الشهير "نصائح صباحية" الذي كان البرنامج الوحيد المتخصص في الأسرة والصحة.. وبعد ثلاثة أيام كنت على الهواء مباشرة في نفس البرنامج، كما كنت أقدم برنامج "بيت الصداقة". * ما هي مختلف البرامج التي قدمتها خديجةالفحيصي طوال 16 سنة من العمل الإذاعي؟ قدمت تشكيلة برامج مختلفة، صحية، فنية وأدبية وغيرها. وأذكر منها: النصائح الصباحية، بيت الصداقة، نفحات شعرية محمدية، ليل النجوم، همسات نغم، عاشق بلقيس (نزار قباني)، سهر الليالي، يوميات مغاربية، صباح الأسرة، بين جيلين، ديو الأحلام، بصراحة، بدون قناع، ذكرى وحكاية.. * بالنسبة إلى برنامج "عاشق بلقيس" الذي خُصص للشاعر نزار قباني، استضفت فيه ثلاثين ضيفا من مختلف الدول العربية وعرف البرنامج تفاعلا في بعض الصحف العربية. هل يمكن القولبأنه شكل طفرة في مسارك المهني؟ هذا البرنامج له مكانة خاصة.لكن هناك برامج أخرى ساهمت إيجابا في مشواري المهني، كبرنامج "يوميات مغاربية" الذي عرف تفاعلا كبيرا من ناحية الاتصالات، وكنا نضطر للاعتذار في آخر الحلقة للمستمعين، وكان يناقش مواضيع ذات عمق إنساني، وفني واجتماعي. بالنسبة إلى برنامج "عاشق بلقيس" فقد كان يتطلب مني مجهودا كبيرا لاستدعاء ضيوف كانوا قريبين جدا من نزار قباني، وخصصت له ثلاثين حلقة. وأتذكر أن شاعرا سوريا مقربا من نزار استغرب لهذا الأمر، وقال لي نحن في سوريا خصصنا له ثلاثة أيام فقط. ورغم أن البرنامج كان نخبويا من حيث الموضوع والمعالجة، فقد كانت تستمعإليهفئات عديدة، لأنه كانت تتخلله فقرات غنائية مخصصة لمقاطع من القصائد الشعرية المغناة لنزار قباني من قبل بعض المطربين كنجاة الصغيرة، كاظم الساهر، ماجدة الرومي، وأصالة نصري. * ما علاقة الإعلامية خديجة بالأسئلة الاستفزازية؟ أنا أعشق الأسئلة الاستفزازية الجميلة واللبقة التي تحترم الضيف، والتي يكون الغرض منها هو الحصول على معلومات. أتذكر حين استضفت المرحوم فاروق شوشة، الشاعر المصري، الذي جمعني به حوار جميل وهادئ في برنامج "ذكرى وحكاية"، وهو عادة مقل في لقاءاته الحوارية، أنه قال لي في نهاية الحوار الذي مازال موجودا في خزانة ميدي1 راديو : " أستاذة خديجة، أنت لست إعلامية، بل كما نقول في مصر، أنت وكيل نيابة. لأنني في مشوار حياتي كله، لم يسبق لي أنصرحتقط بهذا الكم من المعلومات..".. وكان في هذا الحوار قد تحدث عن أدق التفاصيل لأول مرة، بل وحتى عن لحظات ضعفه.. لأن في هذا برنامج كنا ننبش في ذاكرة الضيف. وكانبعض الضيوف قد بكوا عند تذكرهم لمحطات حزينة في حياتهم. * كيف خلق برنامج "بصراحة" في "ميدي1 راديو"؟ ومن اقترحه؟ فكرة البرنامج من اقتراح المدير العام، وهو برنامج مباشر نناقش فيه القضايا الراهنة ونواكب عبره الأحداث والمستجدات، وهو يعرف نجاحا كبيرا، ونسبة مستمعيه تعرف ارتفاعا، ونحترم فيه الصدق ودقة المعلومة، كما احتفظنا فيه بنفس المستشارين الذين كانوا في "يوميات مغاربية"، لأنهم أشخاص بكفاءة عالية في كل تخصصاتهم، وأوجه الشكر الجزيل في هذا الصدد لمستشاري البرنامج الدكتورة أمينة بركاش والدكتور مصطفى الشكدالي والدكتور أحمد الدافري، والتحق بنا مؤخرا في هذا الموسم القاضي عصام بنعلال، وهي نخبة من الخبراء تغني المستمعين من الناحيةالفكرية. * كيف جاءت فكرة نقل هذا البرنامج من صيغته الإذاعية إلى الصيغة التلفزيونية؟ هي فكرة المدير العام دائما، حيث اقترح نقل مجموعة من البرامج الإذاعية الى "ميدي1 تيفي". وهذا الانتقال هو فرصة للتقرب من المشاهد، وله إيجابيات، لكوننا نعرض في الصيغة التلفزيونية حالات تستدعي الصورة، لتكتمل القراءة عند المتلقي. والمثير في الأمر أن والدي رحمه الله لطالما تنبأ لي بالعمل في الإعلام المرئي، ويحز في نفسي أنه فارق الحياة قبل أن يرى حلمه يتحقق، وبرنامج "بصراحة" كان فأل خير علي. * ماذا أضاف هذا الانتقال لخديجة، وماذا تطلب منها للتأقلم مع هذه الصيغة الجديدة؟ تطلب مني مجهودا أكثر ومسؤولية مضاعفة. فهذا تكليف أكثر مما هو تشريف، أضيفت لي من خلاله مسؤولية مخاطبة المُشاهد الى جانب المستمع، وهي مهمة تقتضي عملا أكثر على الصورة والصوت والصدق فيهما. * بعيدا عن المكتسبات المهنية، ماذا أعطتك هذه السنوات من الجلسات الحواريةعلى المستوى الإنساني؟ أضافت لي الكثير، وتعلمت من خلالها حسن الإنصات وفن الإصغاء، والتريث والحكمة في القرارات، وتغيرت شخصيتي كثيرا بفضل احتكاكي بالآخرين. فقد التقيت بشخصيات وازنة في المغرب والعالم العربي استفدت منها الكثير.