سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلامية المغربية خديجة الفحيصي: «تخصيصي 30 حلقة لنزار قباني كان بوابتي نحو الشهرة والتطور» معدة ومقدمة «بيت الصداقة» تنبش في ذكريات البدايات وأحلام المستقبل
«بيت الصداقة»، سقفه حب وأبوابه تعارف، نوافذه مفتوحة لجميع المستمعين لتواصل وتعارف وصداقة... بهذه العبارات كانت الإعلامية المغربية خديجة الفحيصي تقدم فقرات برنامجها الخاص بالإهداءات في إذاعة «ميدي1»، قبل أن تقدم وتشرف على برامج أخرى. في هذا الحوار، نستمع إلى الصحافية خديجة الفحيصي حول مسارها وحول المحطة الإذاعية ونستشرف معها الآفاق. - هل تنظرين إلى الوراء على الصعيد المهني؟ أنا أعتبر أخطاء الماضي وإنجازاته الأسس التي تقويني، فالماضي هو جزء لا يتجزأ مني، منه تعلمت الصبر والحنكة.. لا يمكن أن أتنكر له، كيفما كان. الأمس أوصلني إلى اليوم، فكيف لا أنظر إلى ما حققته في الماضي وكل يوم أو تجربة في مشواري المهني جزء من عمري وتعبي، هو صدق أخطائي، التي هي صدق المرحلة، فأنا متصالحة مع نفسي جدا وأعتز بما حققته بكل حب وتفان. - بما خرجت من تجربة 11 سنة في الإعلام؟ الميكروفون أكبر معلم.. علمني الصدق مع المستمعين، علمني الشفافية مع نفسي، فالإعداد لبرنامج معين يجعلني أبحث في مشوار الإعلام والتذييع، أطلع على الأبحاث والدراسات، أفتش عن كل معلومة، أبلور منها سؤالا استفزازيا لطيفا، فالإعلامي «المتعارف عليه» يُفترَض فيه -في نظري- أن تكون له خلفية ما، ثقافية أو سياسية، ربما تؤثث له المصداقية، خاصة في البرامج الحوارية. فبالنسبة إلي، أنا خريجة كلية الآداب وتخصصت أثناء الدراسات العليا في «جمالية التعبير» وليس انتمائي إلى الإذاعة اعتباطا، رغم أن الأقدار قادتني إلى ذلك، فمهنة الصحافة تتطلب جمالية التعبير، وبالأساس في مجال الإذاعة، فبالإضافة إلى سرعة البديهة والتمتع بفن الإصغاء والإنصات -صدقا وبكل أمانة- أستمتع وأحس بنشوة عندما أكون في جلسة حوارية وأعتبر نفسي محظوظة جدا، فقد حظيت بمحبة واسعة، أحسها في أفئدة المستمعين الأوفياء، كما حظيت بفرصة الالتقاء بأبرز الفنانين والشخصيات السياسية والمفكرين والأطباء، ليس فقط المغاربيين، بل العرب أيضا. - كيف تقيسين، إذن، نجاح مشوارك المهني؟ صدقني، من الصعب أن يتحدث المرء عن نفسه في هذا المجال، لكن ربما هناك مؤشرات إيجابية تظهر لي، وأرجو ألا أسقط في الغرور، فأقيس نجاحي، والحمد لله على كل حال، بالتجاوب الكبير الذي لمسته ولا زلت في الرأسمال الحقيقي، وهو المستمعون وشواهد التقدير التي وصلتني من أساتذتي الجامعيين، وأنا ممتنة لهم وللمستمعين، وصراحة وللذكر فقط، فقد دهشت بما كتبه مفكر مصري متخصص في مجال الإعلام وهو مدير جريدة، حول البرنامج الذي أعددته وقدمته حول الراحل نزار قباني في ثلاثين حلقة، بثلاثين ضيفا، ربما حققت به سبقا صحافيا، على اعتبار تناولي حياة هذا الهرم في البرنامج ذاته، وهو سياسي أدبي، وهذا ما أعطاني ويعطيني دائما القوة والدفع للاستمرار بكل حب وعزم وتواضع. - ماذا عن اشتغالك إلى مدة متأخرة من الليل ومباشرة؟ رغم التعب، فإنني أعتبر الاشتغال أثناء الليل في برنامج الإهداءات «بيت الصداقة» تجربة من التجارب التي صنعت اسمي وأدخلته إلى كل بيت، وهذا شرف لي مكنني من القدرة على التواصل وكسب أصدقاء، فقد اشتغلت لمدة طويلة في البرنامج، تواصلت فيه مباشرة لمدة خمس ساعات، من منتصف الليل إلى الصباح، مع الساهرين وعشاق السمر، ورسمت البسمة على وجوه الحزانى ونسجت جسرا من المحبة والود، لم ينقطع أبدا، بفضل صبري وعزيمتي وحبي لقداسة المهنة، وطبعا لا بد من الإبداع والبحث عن الجديد، لكسر الروتين وتقديم أصناف من الأطباق لإرضاء شغف المستمع، وأعتقد أن هذا هو الهدف من إنشاء المحطات وأعتز بانتمائي إلى محطة «ميدي1» وأستشرف المستقبل بكل أمل وشوق نحو أفق أوسع، لتطوير ذاتي وقدراتي لتواصل أكبر، بحول الله.