ليما, 21-11-2016 (أ ف ب) - وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما في ختام آخر جولة له في الخارج في ليما الاحد بانتقال هادىء للسلطة ولكن بحذر مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يثير نقص خبرته وشخصيته واقتراحاته شكوكا وقلقا في العالم. قال الرئيس الذي سيغادر البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير، انه يريد التقيد بالتقاليد الاميركية ممتنعا عن انتقاد خليفته في آخر مؤتمر صحافي له في الخارج بعد ثماني سنوات في السلطة. وصرح اوبا في ختام قمة "منظمة التعاون الاقتصادي آسيا المحيط الهادىء" (ابيك) "اريد ان احترم المنصب (الرئاسي) وان اترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته بدون ان نعلن مواقف في كل لحظة". وذكر الرئيس الاميركي بان سلفه جورج بوش الابن (2000-2008) "كان لائقا الى ابعد حد" عندما تولى هو السلطة في 2008. لكنه اضاف على الفور انه سيتابع بدقة اي مساس محتمل بالقيم الاساسية للولايات المتحدة. وقال "كمواطن معني بعمق ببلدنا، اذا بدت لي بعض الامور المحددة وبعيدا عن الافكار والخلافات السياسية، تضر بقيمنا ومثلنا الاساسية وارى انه من الضروري الدفاع عنها، فسافعل ذلك". في لقاء غير رسمي استمر بضع دقائق على هامش قمة "ابيك" في ليما، حض اوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين على بذل مزيد من الجهود للحد من اعمال العنف ومعاناة السكان في سوريا. وقال مصدر في البيت الابيض لوكالة فرانس برس ان اوباما ابلغ بوتين بان "وزير الخارجية جون كيري ووزير (الخارجية الروسي سيرغي) لافروف يجب ان يواصلا القيام بمبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف والتخفيف من معاناة الشعب السوري". من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية ان اوباما وبوتين "تبادلا التحية في مستهل اللقاء واجريا مناقشة مقتضبة جدا"، من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل. وذك مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان الرئيسين تحادثا لوقت قصير ثم تصافحا قبل ان ينضما الى القادة الاخرين الذين يشاركون في قمة ابيك. كذلك، حض الرئيس الاميركي بوتين على احترام التزامات روسيا التي نصت عليها اتفاقات مينسك، مشددا على تمسك الولاياتالمتحدة وشركائها باحترام سيادة اوكرانيا. قال باراك اوباما انه في الوقت الحالي "انوي انهاء عملي في الشهرين المقبلين وبعد ذلك اذهب مع ميشيل في عطلة وامضي فترة راحة وبعض الوقت مع ابنتي واكتب قليلا وافكر". كان اوباما قد انتقد بقسوة ترامب خلال الحملة الانتخابية. وقد اتهمه خصوصا بتقويض "الديموقراطية الاميركية" بينما كان رجل الاعمال الشعبوي متوتر بشأن الطريقة التي سيتلقى فيها حكم صناديق الاقتراع في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. واثار اوباما مفاجأة في ليما بتأكيده انه يريد التأثير بشكل حاسم على السياسة الدولية حتى النهاية، خصوصا في الملف الاوكراني مع روسيا بينما بدأ بوتين وترامب بحث القضية. وقال الرئيس المنتهية ولايته "دعوته (بوتين) الى اعطاء توجيهات الى مفاوضيه ليعملوا معنا، فرنسا والمانيا واوكرانيا، لنرى ما اذا كان من الممكن التوصل الى تسوية قبل نهاية ولايتي". وبعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في آذار/مارس 2014، الخطوة التي سببن توترا غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الباردة بين موسكو ووشانطن، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات قاسية جدا على روسيا. اثار فوز ترامب قلقا في اوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، خصوصا بعدما اتهم منافسته هيلاري كلينتون بانها "دمية" بيد بوتين. وفي ما يتعلق بالمشاريع الحمائية لترامب، سعى اوباما الى تهدئة قلق شركائه. زقد طلب منهم منح الرئيس المنتخب "فرصة"، مؤكدا ان "الحكم لا يجري دائما مثل الحملة الانتخابية". وتشعر دول آسيا المحيط الهادىء بالقلق خصوصا من تهديدات تخلي ادارة ترامب عن "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، اتفاق التبادل الحر الذي وقع في 2015 بين 12 بلدا في المنطقة ويستبعد الصين. وانتهزت الصين فرصة قمة "ابيك" في ليما لتطلق مبادرتها البديلة "الشراكة الاقتصادية التكاملية" وهي مشروع اتفاق للتبادل الحر بين دول رابطة جنوب شرق آسيا، واستراليا والصين والهند، لكن بدون الولاياتالمتحدة. قال اوباما الاحد ان "شركاءنا قالوا بوضوح انهم سيسيرون قدما في +الشراكة عبر المحيط الهادىء+ ويرغبون في القيام بذلك مع الولاياتالمتحدة". وحذر بشكل غير مباشر ترامب من التخلي عن هذه الاتفاقية معتبرا ان ذلك سيفتح طريقا واسعا للمبادرة الصينية المطروحة وهذا قد لا يكون بالضرورة مفيدا للولايات المتحدة. وقال "نشهد دعوات الى اتفاقات تجارية اقل طموحا في المنطقة بشروط اقل وحماية اقل للعمال والبيئة".