صرح وزير الدولة الإثيوبي في الشؤون الخارجية، تاي أتسكي-سلاسي، السبت، أن المغرب بقراره العودة إلى الاتحاد الإفريقي، فإنما "يعود إلى بيته وبين ذويه". وقال أتسكي-سيلاسي إنه "يتعين علينا الإشادة بالمغرب لاتخاذه هذا القرار الذي طال انتظاره"، مشددا على أن المغرب دولة كبيرة تساهم "بشكل ثمين" في جهود التنمية في القارة. وأضاف أن "العودة إلى حضن العائلة تستقبل دائما برحابة صدر". وبشأن الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لإثيوبيا، أوضح المسؤول الاثيوبي أن هذه الزيارة الملكية تمثل منعطفا تاريخيا أعطى زخما قويا لعلاقات التعاون بين الرباط وأديس أبابا. وقال "إننا نشيد بالمباحثات المثمرة جدا بين جلالة الملك وكل من الرئيس والوزير الأول الاثيوبيين"، مشيرا إلى أن اتفاقات ومعاهدات التعاون الموقعة بمناسبة الزيارة الملكية لأديس أبابا ستعطي بالتأكيد وجها جديدا للعلاقات بين البلدين، مسجلة بداية مرحلة جديدة قوامها الشراكة والازدهار المشترك". وأبرز المسؤول الإثيوبي أن المغرب واثيوبيا تجمعهما روابط قوية للصداقة منذ إنشاء منظمة الوحدة الافريقية سابقا (التي أصبحت لاحقا الاتحاد الافريقي)، مبرزا أن الحكومة والشعب الاثيوبيين يقدرون هذه العلاقة حق قدرها. في اثيوبيا، تجسيد عملي لنجاعة الرؤية الافريقية لجلالة الملك أكدت الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى إثيوبيا، من خلال النتائج الإيجابية جدا التي حققتها، نجاعة رؤية جلالة الملك بشأن القارة الإفريقية، والتي تجعل من التعاون المشترك والمتضامن جنوب جنوب حجر الزاوية لجميع الجهود الهادفة إلى تمكين القارة من تحرير طاقات أبنائها واحتلال المكانة التي تستحقها على الصعيد العالمي. فمن خلال لقائه بأشقائه الأفارقة، يبتعد المغرب عن الوعود الفارغة المحتوى ويحمل مشاريع ملموسة تتميز بآثارها المباشرة على المعيش اليومي للمرأة والإنسان الإفريقي عموما. ففي إثيوبيا، هذا البلد الكبير الذي يعتبر مدخل إفريقيا الشرقية بامتياز، يضع المغرب خبرته رهن إشارة شراكة جديدة قائمة على التضامن كمبدأ أساسي. وتشهد الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها على هذه الروح الجديدة التي يدخل بها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عهدا جديدا من التعاون الذي يطلقه بعزم وانفتاح في جميع القارة الإفريقية. وتأتي زيارة جلالة الملك إلى إثيوبيا أياما قليلة بعد الخطاب المؤسس لصاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال قمة إفريقيا للعمل التي انعقدت على هامش الكوب 22 بمراكش. العمل الذي يشكل القوة الضاربة للاستراتيجية المغربية في إفريقيا تجسد بشكل جلي بأديس أبابا. وأشاد المسؤولون الإثيوبيون بالزيارة الملكية والتي وصفوها بالحدث التاريخي، الحامل لآمال ميلاد إفريقيا جديدة يقودها قادة حكماء. وهكذا، نوه الوزير الأول الإثيوبي هايلي مريم ديساليغني برؤية وريادة جلالة الملك، مشيدا بانخراط ومساهمة المغرب من أجل السلام والاستقرار والتنمية في إفريقيا. من جهته، اعتبر وزير الشؤون الخارجية الإثيوبي تاي أتسكي-سلاسي أن هذه الزيارة الملكية تمثل منعطفا تاريخيا أعطى زخما قويا لعلاقات التعاون بين الرباط وأديس أبابا. تصريحات المسؤولين السياسيين الإثيوبيين يتقاسمها رجال الأعمال في هذا البلد الذين يعتبرون المغرب نموذجا يحتذى وبلد يفتح الطريق من أجل إفريقيا متصالحة مع نفسها وعازمة على إثبات ذاتها في ما يتعلق بالنمو العالمي. من جهة أخرى، اغتنمت إثيوبيا، التي تحتضن مقر مفوضية الاتحاد الإفريقي، فرصة زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعبير عن دعمها الكبير لقرار المغرب العودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية وذلك انطلاقا من قمة الاتحاد الإفريقي التي ستنعقد في يناير المقبل. وقال وزير الشؤون الخارجية الإثيوبي في هذا الصدد إن المغرب بقراره العودة إلى الاتحاد الإفريقي، فإنما "يعود إلى بيته وبين ذويه". وقال أتسكي-سيلاسي إنه "يتعين علينا الإشادة بالمغرب لاتخاذه هذا القرار الذي طال انتظاره"، مشددا على أن المغرب دولة كبيرة تساهم "بشكل ثمين" في جهود التنمية في القارة . وأضاف أن "العودة إلى حضن العائلة تستقبل دائما برحابة صدر". وتشكل الزيارة الناجحة لجلالة الملك إلى إثيوبيا مرحلة جديدة وغنية تعكس نبل الرؤية الملكية في أهدافها، وواقعيتها في تحقيق الإنجازات. البيان المشترك الصادر في أعقاب زيارة الدولة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية (18-19 نونبر 2016) 1 – بدعوة من فخامة السيد هايلي مريم ديساليغني، الوزير الأول لجمهورية اثيوبيا الفدرلية الديمقراطية، قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب، مرفوقا بوفد ملكي رفيع المستوى وبأعضاء من عالم الأعمال المغاربة، بزيارة دولة لجمهورية اثيوبيا الفدرالية الديمقراطية من 18 الى 19 نونبر 2016. 2- وقد خصص لجلالة الملك والوفد المرافق لجلالته استقبال حار من قبل الشعب والحكومة الاثيوبيين منذ وصول جلالته الى اثيوبيا. 3 – وتعكس هذه الزيارة أواصر الصداقة وكذا الإرادة والعزم الراسخ للبلدين للمضي قدما في تعزيز علاقاتهما الثنائية. 4 – وأجرى فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن، الوزير الأول لجمهورية اثيوبيا الفدرلية الديمقراطية، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مباحثات معمقة ومثمرة تناولت عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بالنسبة للبلدين. 5 – وفي هذا الصدد عبر الزعيمان عن ارتياحهما للتدابير التي اتخذها الطرفان من أجل تشجيع وتعزيز علاقات التعاون بينهما، وأبرزا الحاجة إلى مزيد من تعزيز التعاون في شتى المجالات بين البلدين. 6 – وترأس الزعيمان حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، شملت اتفاقية بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات، واتفاقية لمنع الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي، فيما يتعلق بالضرائب على الدخل، واتفاقية في القطاع الفلاحي، واتفاقية لتشجيع التجارة واتفاقية بشأن التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي فضلا عن اتفاق يتعلق بالخدمات الجوية، ومذكرة تفاهم بشأن تدبير الماء والري، ومذكرة تفاهم بشأن التكوين الفندقي والسياحي. 7- وشكل التوقيع على اتفاقية لإحداث منصة مندمجة لإنتاج الأسمدة في اثيوبيا برأسمال اجمالي يقدر ب 2,5 مليار دولار كمرحلة أولى، الحدث الأبرز في هذه الزيارة وهو ما يعكس الرؤية المشتركة للتعاون جنوب جنوب الذي يطمح اليه الطرفان. 8 – وعقد اجتماع مشترك بين رجال الأعمال المغاربة والإثيوبيين، على هامش زيارة الدولة بهدف استكشاف فرص الأعمال والاستثمار بين البلدين. وبهذه المناسبة، تم التوقيع على مذكرة اتفاق وتعاون بين غرف التجارة في البلدين. ودعا قائدا البلدين أوساط الأعمال في البلدين إلى الاستفادة من فرص الاستثمار والأعمال المتاحة والاضطلاع بدورهم الحيوي في تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين الشقيقين. 9- وذكر القائدان بإحداث اللجنة الوزارية المشتركة للتنسيق ومتابعة تنفيذ التعاون بين البلدين، وأعطيا توجيهاتهما من أجل تعميق العلاقات والتعاون بين البلدين من خلال استكشاف مجالات جديدة تمكن الجانبين من إقامة تعاون يعود بالنفع على الطرفين. 10- وأشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالدور الأساسي الذي تقوم به إثيوبيا في إطار الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والتزامها من أجل السلام والاستقرار والتكامل في المنطقة وفي أفريقيا ككل. 11- ونوه الوزير الأول لجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن بالتزام ومساهمة المغرب في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في أفريقيا. كما هنأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رؤيته الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب وبين دول أفريقيا، وأشاد بجهوده لضمان ازدهار الرأس المال البشري لأفريقيا. 12 – ورحب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بافتتاح سفارة لإثيوبيا في الرباط مؤخرا وتعيين سفير على رأس هذه البعثة الدبلوماسية. 13- وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية، والسياسية والأمنية الراهنة في مختلف المناطق في أفريقيا. واتفقا في هذا الصدد، على ضرورة إعطاء الدول الأولوية لتسوية المشاكل بالوسائل السلمية. 14 – وأشاد الجانبان بمساهمة عناصر القبعات الزرق المغاربة العاملين في إثيوبيا، ضمن عمليات حفظ السلام والاستقرار ودورهم في القارة. 15- وهنأ جلالة الملك فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن على انتخاب إثيوبيا عضوا غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيدا جلالته بالتزامه بالدفاع عن مصالح البلدان الإفريقية والنهوض بالحوار من أجل تسوية سلمية للنزاعات. 16 – وجدد جلالة الملك والوزير الأول الإثيوبي التأكيد على التزامهما لفائدة النهوض بالتنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد، أشاد فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن بريادة المملكة المغربية التي استضافت قمة المناخ (كوب 22) ودفاعها عن القضايا الإفريقية خلال هذا الحدث الهام. 17 – وجدد القائدان التأكيد على التزامهما القوي من أجل مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتمظهراته، وتنسيق الجهود دون تحفظ من أجل مكافحة الجريمة العابرة للحدود. 18- واتفق القائدان أيضا على تنسيق مواقفهما داخل المنتديات الإقليمية والدولية للدفاع وتعزيز الاستقرار الإقليمي، والحد من النزاعات المسلحة واحتوائها، ومكافحة الإرهاب والنهوض بثقافة التسامح والتعايش السلمي. 19 – وعبر فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن عن الالتزام القوي لإثيوبيا من أجل التجسيد الكلي لقيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي. وأعرب، في هذا السياق عن دعمه لقرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي ابتداء من قمته المقبلة. 20- وقد جرت هذه الزيارة في أجواء ودية تعكس عزم البلدين على تعزيز علاقاتهما الثنائية بشكل أفضل. 21- وجدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس الإعراب عن امتنانه لحكومة وشعب إثيوبيا على الاستقبال الحار الذي خصص لجلالته والوفد المرافق له منذ وصولهم إلى إثيوبيا. 22 – ووجه جلالة الملك الدعوة للوزير الأول، فخامة السيد هايلي ماريام ديسالغن، من أجل القيام بزيارة رسمية للمملكة المغربية بتاريخ يتم الاتفاق عليه بين الجانبين. وقد تم قبول دعوة جلالة الملك بالترحيب.