تستمر لليوم الرابع على التوالي عملية البحث عن جثة فقيد فيضان اليوسفية رضوان البوعزيزي، حيث سخرت جميع المصالح أجهزتها ومعداتها لانتشال جثة الضحية، وعملت عناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي وفرقة من الإنعاش الوطني وبعض المواطنين المتطوعين، على القيام بعملية المسح والحفر انطلاقا من مصب الوادي، غير بعيد عن مكان العثور على جثة الطفلة سناء بوعزيزي والدراجة النارية لوالدها. عملية البحث تلاقي صعوبات كبيرة بحكم اتساع رقعة الوادي وطوله وكذا كثرة الحشائش والمخلفات التي جرفتها المياه مما عقد عملية البحث، لكن القيمين على هذه العملية يسارعون الزمن من أجل العثور على الجثة، عبر تشكيل فرق موزعة على طول مجرى الوادي. وكانت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي قد تنفست الصعداء صبيحة يوم الاثنين، بعدما تم العثور على الدراجة النارية للمفقود، ظنا منهم أن جثته لن تكون بعيدة عنها، وعن المكان الذي وجدت فيه جثة ابنته. من جانبه قام ظهر يوم الثلاثاء بزيارة مباغتة لمكان الحادث، المفتش العام لمصالح الوقاية المدنية، حيث تتبع مجرى الوادي وقدمت له شروحات عن ظروف الحادث والخطة المتبعة للعثور على جثة الهالك. ويسود ترقب وحسرة لدى ساكنة مركز سيدي أحمد ولدى أسرة المفقود، في ظل استمرار البحث عن جثته، وتخوف كبير أن تكون مياه الوادي قد جرفته في اتجاه حي وادي الذهب والمنار، وما تطرحه من صعوبات جغرافية بفعل تواجد العديد من الحفر. وشهد دوار الشهيدات بجماعة السبيعات يومه الثلاثاء مراسيم دفن جثة الطفلة سناء. فيضان وادي كشكاط ووادي سيدي أحمد من شأنه أن يفتح ملفات كبيرة، ويعري عن واقع التسيب والاستهتار بمصالح المواطنين، خصوصا أن الحديث عن إعادة تهيئة مجرى وادي كشكاط كان موضوع العديد من الدورات والدراسات، كما أنه عرض كمشروع على جلالة الملك إبان الزيارة الملكية لمدينة اليوسفية، وبقي مجرد حبر على ورق كسائر المشاريع التي قدمت لجلالته (كإحداث مطار للتدريب، ومساحات خضراء…) والتي حسب بعض المسؤولين قدمت دون دراسات. من جهتها، شرعت جماعة اليوسفية في إعادة تأهيل الأماكن المضررة، بعد اجتماع لهذه الأخيرة ضم رؤساء اللجن الدائمة، وناقش الوضع الكارثي الذي لحق المدينة خاصة الأحياء المطلة على شارع المحيط، وسطر مجموعة من الإجراءات الاستعجالية كإعادة توسعة قناة الواد الحار بشارع المحيط والأهرام، وتقوية الشارع بالضلاج الممزوج بشبكة حديدية، وإعادة تهيئة القناطر وبناء حائط وقائي بعلو متر واحد، وتعلية محطة سيارات الأجرة الكبيرة التي تضررت هي الأخرى بفعل الفيضان. علي الرجيب