تعتبر أمريكا اللاتينية والعالم العربي من المناطق الحيوية التي تعيش نمواً اقتصاديا واجتماعيا كبيرا. وتتميزان بطابع متكامل ومصالح مشتركة لم تستغل بعد. وتبقى إمكانيات تطوير هذه العلاقات الثنائية بين المنطقتين كبيرة جدا. ومن بين القطاعات الرئيسية التي يمكن أن تستفيد مباشرة من زيادة العلاقات التجارية والاستثمار بين البلدان العربية وأمريكا اللاتينية، قطاع الطاقة، الأمن الغذائي والزراعة، الطاقة المتجددة، البيئة، التعدين، وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير البنيات التحتية. وستتركز المبادرات على البحث العلمي والتعاون من أجل التنمية والتكنولوجيا الحيوية، وإدارة الموارد الطبيعية، وإدارة الطاقات المتجددة في تحقيق هذا التكامل. إن تطوير التبادل والتعاون بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي في مجال التربية والثقافة والفنون، من شأنه أن يشجع على فهم أفضل لحضارة ولغات وتاريخ كل منطقة، ويمكن لبرامج تبادل الطلاب، على وجه الخصوص، أن تشكل الأساس لخلق شبكات من أجل تطوير الرؤى وتعميق التعاون على المدى الطويل. وعلى الصعيد العالمي، يمكن للشراكة القوية بين المنطقتين أن تعزز تحقيق التنمية المستدامة، وإدارة التغير المناخي، وضمان الاستقرار العالمي والإقليمي، وتعزيز الأمن، والحد من الفقر وتطوير سياسات مالية دولية قوية ومتناسقة. ويمكن للعمل المشترك بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية أن يوحد المواقف الفردية والجماعية حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل والمنظمات الدولية والمؤتمرات المتعددة الأطراف. أهداف المجلس تكمن أهداف المجلس في أن يتمكن التحالف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين بلدان العالم العربي وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبيمن تحقيق دينامية دائمة مبنية على تحقيق المصالح المتبادلة لمجتمعات المنطقتين. ولتحقيق هذه الأهداف، يجب على المنطقتين أن تدركا أن مصالحهما مترابطة ليس من أجل تحقيق المصالح فقط، بل كذلك من خلال مجموعة من المبادئ والقيم المشتركة، نذكر من بينها: * الحوار بين الحضارات. * التسامح. * المجتمعات الشاملة والمتماسكة. مهام المجلس يقع مقر المجلس الذي أنشئ مؤخرا في العاصمة المغربية الرباط، ويهدف إلى إيجاد الآليات المناسبة من أجل تعزيز الحوار والتعاون حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتتجلى مهامه في القيام بإجراء الأبحاث، والبرمجة والدراسات وتحليل السياسات العامة عن طريق إشراك المؤسسات، والحكومات، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية بشأن القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المتبادل بين المنطقتين. ولتحقيق هذه المهام، يهدف المجلس إلى: * تعزيزالتجارة والاستثمار بين المنطقتين. * تيسير وتسهيل النقاش والحوار حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك. * توفير فضاء مشترك للأساتذة والباحثين من المنطقتين للعمل سويا وتبادل الأفكار من أجل اعداد أبحاث مبتكرة وتقديم مقترحات جديدة لحل مختلف المشاكل. * العمل كموقع لتبادل الطلاب بين المنطقتين من أجل انشاء شبكة من شباب قادر على العمل معاً من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة للمنطقتين في المستقبل. * تنظيم محاضرات ومؤتمرات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الأمن الغذائي، والزراعة، والطاقة، والبنيات التحتية، والتربية ونشر نتائجها. * تقديم المشورة والعمل على إيجاد حلول فعالة للحكومات والقطاع الخاص المهتمين بالتعاون مع المنطقة أخرى والإشراف عليها. * تدريب شبان مهنيين من القطاعات العامة والخاصة المهتمة بالتعاون مع المنطقة الأخرى. * تعزيز علاقات التعاون بين المؤسسات من أجل خلق شبكة قوية من العلاقات بين المنظمات ذات الأهداف المشتركة. * العمل كجسر بين المواطنين في أمريكا اللاتينية، من ذوي الأصول العربية، وبلدانهم الأصلية من أجل اعادة ربطهم مع جذورهم، وبالتالي خلق علاقات أقوى بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي.
يعتبر العالم العربي منطقة تتميز بالحيوية والدينامية والتغير. وهي منطقة تزخر بجزء كبير من الاحتياط العالمي من الطاقة ورؤوس الأموال والموارد، فضلا عن ثقافة هامة ومؤثرة. يبلغ عدد سكانها 350 مليون نسمة تتألف في معظمها من الشباب، وهي فئة اتخذت مكانتها بسرعة في الاقتصاد العالمي وفي المجالات العامة. كما أن أمريكا اللاتينية تعتبر بدورها منطقة بالغة الأهمية من نواح عدة: فبين 15 و 18 مليون شخص من السكان والذي يبلغ عددهم حوالي 550 مليون نسمة، هم من أصول عربية، ويمثل هذا الرقم أكبر عدد من السكان العرب الذين يعيشون خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لقد حقق المواطنون في أمريكا اللاتينية من أصول عربية نجاحات كبيرة في عدة مجالات ، لا سيما في المجالات الأكاديمية والسياسية والتجارية، وهذا يدل على أن المهاجرين العرب قد اندمجوا في ثقافة أمريكا اللاتينية، الأمر الذي يدعو إلى الاعتقاد بأن التعاون بين المنطقتين سيكون ممكنا ومثمراً، وأنه سيتم إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية قوية. لقد عرف العالم العربي وأمريكا اللاتينية نمواً اقتصاديا على الرغم من الأزمة المالية العالمية، ويمكنهما أن يستفيدا من تحالف تجاري أفضل للعمل معا على حماية نفسهما وبعضهما البعض من الضغوط الاقتصادية. لقد شهدت العلاقات مع بلدان أمريكا اللاتينية العديد من التطورات الإيجابية في السنوات الأخيرة، ولكن هذه العلاقات لم تصل إلى مستوى التنسيق السياسي كما كان متوقعا، على الرغم من وجود آلية سياسية لتحليل سبل التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والثقافة، والعلوم، والتكنولوجيا، والسياحة ومجالات أخرى ذات صلة. وقد شهد مؤتمر قمة بلدان أمريكا اللاتينية والعالم العربي، الذي عقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية يومي 10 و11تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وجهة نظر مختلفة تجاه العلاقات. وقد سبقه ثلاثة مؤتمرات قمة أخرى، حيث عقد الأول في برازيليا عاصمة البرازيل في عام 2005؛ والثاني في الدوحة بقطر عام 2009، والثالث في ليما، بيرو عام 2012. وقد اتخذت قرارات هامة جداً في مؤتمر قمة الرياض، فضلا عن القمم الثلاثة الأخرى، وهي قرارات يتوجب متابعتها خلال عملية التنفيذ. وسيكون هذا الإجراء بمثابة قفزة كبيرة للعلاقات القائمة بين الدول العربية وأمريكا اللاتينية، نظرا للفوائد الهائلة التي يمكن تحقيقها من وراء تعزيز أواصر التعاون بين المنطقتين. إن تجربة دول أمريكا اللاتينية في العقود الأخيرة في مواجهة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السريعة، يمكن أن تكون أساسا قويا للحوار والتعاون مع العالم العربي، الذي يشهد تحولا وتقدما هاما في هذه المجالات. ويمكن لأمريكا اللاتينية، بدولها ال 34 الأعضاء في الأممالمتحدة، أن تؤثر بشكل كبير في قضايا مثل حل النزاع الفلسطيني/ العربي – الإسرائيلي تحت ظل الشرعية الدولية. إن الاعتراف بفلسطين من قبل معظم بلدان أمريكا الجنوبية قد ساعد على إجماع الرأي الدولي لإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطين. وبفضل دعم كثير من دول أمريكا اللاتينية، تمكنت الإمارات العربية المتحدة من الفوز بإنشاء المقر الدولي للطاقة المتجددة على أراضيها. من بين أهم القرارات، تم الاتفاق على إنشاء مركزين لكارلاك، والذي سيكون بمثابة المؤسسة لتنفيذ وتحقيق أهداف المجلس وجدول أعماله، أحدهما في جمهورية الدومينيكان، والآخر في المغرب.
مجالات التعاون بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي
التربية و الثقافة
تعتبر التربية والتبادل الثقافي ركيزة أساسية لبناء علاقات قوية بين المنطقتين. وسيتم التركيز على برامج تبادل الطلاب وبرامج تدريب اللغات التي تعتبر ضرورية لتطوير جيل جديد من العرب والأمريكيين اللاتينيين قادرين على مخاطبة بعضهم الآخر بلغات وثقافات المنطقتين، وهوما يمكن أن يشكل الركن الأساس للحفاظ على الحوار والشراكات في المستقبل. وسيقوم المجلس بتنظيم برامج بالتعاون مع الجامعات في المنطقتين.
الأمن الغذائي
إن قضية الأمن الغذائي هي من إحدى القضايا الأكثر إثارة للقلق في البلدان العربية، وتحديدا في منطقة الخليج. وفي حال تعذر إيجاد حل على المدى الطويل، فإنه ينبغي توزيع الموارد الغذائية توزيعا عادلا، غير أن أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي قد تلعبان دورا هاما في حل هذه القضية التي تكتسي أهمية خاصة في العالم العربي. ونظرا للنمو الديمغرافي والاقتصادي السريع، فإنه يجب على البلدان العربية زيادة الموارد الغذائية والمياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية، موفرة بذلك فرصا اقتصادية وتجارية لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
الطاقة والطاقة المتجددة
يمكن للعالم العربي أن يساعد في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، حيث تمثل الطاقة أحد الأمور الرئيسية الموجودة في المنطقتين. وتشكل الاستراتيجيات والأبحاث والتنسيق وغيرها من المشاريع الرامية إلى تسهيل التبادل وتنمية مشاريع الطاقة المستدامة، إحدى مجالات الاهتمام الرئيسية للمجلس.
الاستثمار، التجارة والتبادل التجاري
إن تعزيز التعاون في مجال الاستثمار بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية يتطلب إنشاء مؤسسة مالية من شأنها العمل بمثابة مركز للمبادرات المقدمة من الحكومات والقطاع الخاص، بالإضافة الى المساعدة في استقطاب رؤوس الأموال لتمويل مشاريع مختلفة. وستساعد هذه المؤسسة المالية الأفراد والشركات والحكومات من أجل توفير الأموال، كما ستوفر فرصا لتقديم التسهيلات التجارية وتيسير التبادل التجاري من خلال هذا المجلس بغية تطوير المناطق الاقتصادية ذات المصالح المتكاملة وليس المتنافسة.
السياحة و السفر
باعتباره مهد الحضارة الانسانية والتراث الثقافي في القرون السابقة والقرون الوسطى، كان الشرق الأوسط، مهد الديانات السماوية (اليهودية، المسيحية، الإسلام)، منطقة ذات أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة. ويبقى العالم العربي وجهة شعبية للسياح. ومن الناحية العرقية، فإن هذه المنطقة شديدة الاختلاط ويتعايش فيها عدد من الأقليات مثل الأكراد والأرمن وغيرهم، وهم يستعملون لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصلية.لقد كانت الجيوش الغازية تخلف سلالات لها منذ عصر ألكسندر والرومان، مرورا بجنكيز خان، ووصولا للقوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر. يوجد في الدول العربيةسبعون موقعا سجلتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي. كما يوجد في العالم العربي ثلاث معالم تاريخية تعد من عجائب الدنيا السبع، وهي هرم الجيزة الكبير، منارة الإسكندرية وحدائق بابل. ووفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فقد تضاعف عدد السياح في الشرق الأوسط بين عامي 2000 و2010 أكثر من مرة: من6.3 إلى 24.1 مليون سائح، ولم يصل هذا المستوى من النمو في أي منطقة أخرى من العالم خلال نفس الفترة الزمنية، إضافة إلى ذلك، فقد حدثت هذه الزيادة في الوقت الذي كان فيه العراق يعيش في صراع، فضلا عن عدم استقرار المنطقة. وكانت المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في أمريكا اللاتينية قد ارتفعت بنسبة 7 في المائة، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي، لتصل إلى حوالي 134 بليون دولار في 2011. ويشمل هذا الرقم، الذي من المتوقع أن يرتفع إلى 224 بليون في 2022، الإيرادات الناتجة عن الخدمات المخصصة للسياحة، مثل الفنادق، وشركات الطيران، والمطاعم والصناعات الترفيهية التي تلبي احتياجات السياح. ويعتبر البرازيل، أكبر بلدان المنطقة، قوة سياحية هامة أيضا. إذ بلغت قيمة المساهمة المباشرة للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 84.6 مليار دولار في العام الماضي، حيث استقبلت 5.4 مليون سائح دولي. إن ارتفاع نسبة السياحة يعني المزيد من فرص العمل، ففي جميع أنحاء المنطقة تعاقد قطاع السياحة مع 5.6 مليون شخص بشكل مباشر ومع2.15 مليون شخص بشكل غير مباشر، وهو ما يمثل 8 في المائة من جميع المهن. وقد ارتفعت نسبة العمل، من3% منذ عام 2006، ثلاث مرات أسرع من المتوسط العالمي للسياحة، ومن المتوقع أن يوفر قطاع السياحة 4 ملايين وظيفة في المنطقة إلى حدود سنة 2022، نصفها ستكون في البرازيل نظراً للنمو الاقتصادي والسكاني، ونظرا طبعا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية عام 2016.
الإبتكار و التكنولوجيا
تعتبر التكنولوجيات الجديدة وشبكات التواصل الاجتماعي أفضل وسيلة لتبادل الخبرات وإشراك الشباب في عملية بناء علاقات ثنائية إقليمية قوية، وسيضع المجلس برنامج مخصص للمهنيين الشباب في أمريكا اللاتينية والعالم العربي.
البنيات التحتية والتنمية
سيقوم المجلس بالتعاون مع فريق العمل المكلف والقطاع الخاص بإنشاء قاعدة بيانات أساسية للبنيات التحتية ومشاريع التنمية المحتملة في كل المناطق التي تحتاج إلى تمويل من القطاعين العام أو الخاص والشراكات العامة والخاصة.
يقوم مجلس العلاقات العربية مع أمريكا اللاتينية والكاريبي "CARLAC" بتنظيم نشاط مشترك معمركز الدراسات التابع للمكتب الشريف للفوسفاط (OCP Policy Center) ومؤسسة جيتوليوفارغاس البرازيلية، وجامعة ميريلاند في الولاياتالمتحدة، وذلك في إطارCOOP 22 بعنوان "الطاقة المتجددة وانخفاض الانبعاثات الكربونية: دروس مستفادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) وأمريكا اللاتينية والكاريبي ". وصرح السفير حسن عبد الرحمن، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات العربية مع أمريكا اللاتينية والكاريبي "كارلاك" ومقره الرباط، بأنه سيحضر عدد من الشخصيات الحكومية ورؤساء المنظمات المهتمة في مجال البيئة من منطقة الكاريبي ودول أمريكا اللاتينيةالتي تمت دعوتها للمشاركة في هذه الندوة. مكان الندوة : باب إغلي، المنطقة الخضراء بمدينة مراكش. وقت الندوة : 10 نوفمبر،الساعة الثالثة بعد الزوال.