هي فنانة مغربية محترفة، نشأت في أحضان المسرح الجامعي. تألقت في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. لها تكوين في عالم الاقتصاد، وكانت بدايتها الحقيقية في مجال التمثيل سنة 2001. كما تألقت في العمل المسرحي "بنات لالة منانة" الذي تُرجم فيما بعد لسلسة تلفزيونية لقيت نجاحا كبيرا. هند السعديدي تتحدث في الحوار التالي ل"أحداث. أنفو" عن مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي، وعن مشاكل فن الخشبة: كنت في الفترة واحدة من بين أعضاء لجنة تحكيم الدورة العاشرة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح الذي اختُتم مساء السبت الماضي. ما هو تقييمك للعروض المسرحية التي عُرضت خلال المهرجان؟ + بالنسبة إلى المسرحيات التي شاهدناها، يمكن أن أقول بأن هناك عروضا ترقى إلى مستوى المسرح الجامعي، وأخرى دون ذلك، و ما زالت تتعثر وتحتاج إلى التمكن من الوسائل العلمية، حتى ترقى إلى المستوى المطلوب. كيف يمكن لهذا النوع من المهرجانات أن يساهم في تقديم إضافة مميزة للطالب الجامعي؟ + القيمة المضافة لهذه المهرجانات هي أنها أولا توفر للطالب المكان الذي يمكن أن يُبرز فيه قدراته التشخيصية، وثانيا تمكنه من التعرف على تجارب المسرح العالمي وهذا شيء جميل ورائع في حد ذاته، لأنه يخلق انفتاحا ثقافيا على الدول الأجنبية المُمَثَّلة بفرقها المشاركة في المهرجان.. كما أن مشاهدة العروض المختلفة هي بمثابة دروس تطبيقية للطالب. أنت خريجة المسرح الجامعي، وحولت مسارك من عالم الاقتصاد إلى المسرح. هل تشجعين هؤلاء الطلبة على تحويل مسارهم كذلك إلى التمثيل؟ + لا، ليس من المفروض أن يمتهن الطالب الجامعي التمثيل. لكن يجب أن يكون لكل فرد هواية يمارسها. وإن اختار أحد ما التمثيل، فهذا جيد، لأن هذا الأخير يمنح الفرد الثقة في النفس والاستقلالية، كما يجعله يتقبل الرأي الآخر، وينفتح على جميع الأفكار وكل التجارب، ويخلق لديه حسا نقديا، وهذا له تأثير إيجابي على عمله أو على مشواره الدراسي.. أثناء عرض إحدى المسرحيات في المهرجان، سمعت أحد المتفرجين يقول "لم أفهم شيئا". لماذا المتلقي المغربي يجد صعوبة في استيعاب بعض أنماط التعبير المسرحي، رغم توفره أحيانا على مستوى علمي محترم؟ + يمكن أن يكمن المشكل في الفرقة التي أدت العرض ولم تستطع أن توصل إليه مغزى العرض. لأن هناك بعض الفرق تدعي الغموض، حتى تبرهن على أنها جيدة، وهذا ليس صحيحا. فأحيانا يمكننا مشاهدة عرض أجنبي بلغة أجنبية لا نفهمها أولا نتقنها، ولكن يبهرنا مستوى الأداء والإخراج والعرض، لكون الفرقة تشتغل بآليات وبلغة فنية عالمية تجذب إليها المتلقي كيفما كان. كما يمكن أن يَكْمن المشكل في المتفرج نفسه الذي يشارك في مثل هذه المهرجانات، لأنه من المفروض على هذا الجامعي أن يثقف نفسه في هذا المجال ويحاول مشاهدة مسرحيات كثيرة ليتمكن من استيعاب مضمون العروض المقدمة. الأستاذ عبد الحق الزروالي ذكر في أحد البرامج التلفزية أنه خُلق في الزمن الخطأ بسبب ضعف مشاهدة عروضه المسرحية. ألم يحن الوقت لخلق مسرح قريب من مستوى المتلقي المغربي لتحبيبه في أب الفنون؟ + في كل البلدان نجد مسرحا شعبيا ومسرحا تجاريا ومسرحا للنخبة، وهذا الأخير هو تخصص الأستاذ عبد الحق الزروالي وممثلين وكتاب ومخرجين آخرين. ومسرح النخبة من الصعب أن يجد إقبالا، ولكن من الجميل أن يكون. لأن الشعب المغربي يتكون من شرائح مختلفة، وكل طبقة لها ميولها الخاص، ويجب إرضاؤها كلِّها. وأنا أفضل أن يكون هناك تنوع في المسرح المغربي. مسرحية "بنات لالة منانة" التي كنت واحدة من نجماتها، تمكنت من الوصول إلى الجمهور وتحقيق نجاح كبير. لماذا في نظرك؟ + مسرحية "بنات لالة منانة" كانت استثناءً، لكونها تجمع بين المسرح الشعبي ومسرح النخبة. أي أنها تستجيب لميول مختلف المتلقين. وهذا لا يعني أننا يجب أن ننتج كل الأعمال المسرحية على شاكلتها. لأنه كما سبق لي أن ذكرت يجب الحفاظ على التنوع. للأسف الدولة لا تهتم كثيرا بالمجال الثقافي وبخلق جمهور واعٍ يستوعب العروض المسرحية التي تُقدم له. ولتجاوز هذا المشكل يجب إدراج المسرح في المناهج التعليمية.. ما موقع المسرح في أعمالك؟ وما هو جديدك الفني؟ أنا أعشق المسرح، وله مكانة خاصة في عقلي ووجداني، ويبقى بالنسبة إليَ هو أجمل الفنون وأرقاها. وكلما أُتيحت لي فرصةُ مشاهدة عرضٍ مسرحي ما، وراقني وأرضى ذوقي، تمنيت لو كنت من المشاركات فيه. أما بالنسبة إلى جديدي الفني، فقد تلقيت عروضا تلفزيونية، لكني يلم أوقع أي عقد لحد الآن.