إنها مجموعة من الفتوى الغريبة التي تصدرت عناوين الصحف، والمواقع الالكترونية وأسالت المداد الكثير، وشغلت الدنيا وشغلت الناس، في المغرب والعالم العربي، بدءا من إرضاع الكبير وزواج الصغيرة، وتحريم الأنترنت للمرأة بدون محرم، وانتهاء بآخر صيحة للفتوى وقعها أخيرا عبد الباري الزمزمي المتمثلة باستعمال الجزر للمرأة في تلبية حاجياتها الجنسية!، كما لو يتعلق الأمر بتنافس محموم بين «العلماء» حول من يصدر الفتوى الأكثر غرابة!0 اشتهر الفقيه عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل بالعديد من الفتاوى الغريبة والمثيرة في نفس الآن ، والتي تصدرت الصحف والمواقع الإلكترونية و أثارت لأسابيع جدلا واسعا. كان آخرها فتوى تبيح استعمال القضيب الصناعي أو بعض الخضر كالجزر للمرأة المتزوجة أو التي يغيب عنها زوجها لمدة طويلة، لتحقيق اللذة الجنسية وتفادي الوقوع في الخطيئة0 وكان عبد الباري الزمرمي قد تحدى معارضيه، ممن تحاملوا عليه لإبطال فتواه التي أباحها ل”المتعففات” حتى لا يسقطن في “الزنا” أن يأتوه بالحجة والدليل، مؤكدا أنه اعتمد في فتوا على السنة! وسبق للزمزمي أن أباح في فتوى لا تقل غرابة شرب المرأة الحامل للخمر في فترة الوحم أثناء جواب عن سؤال يهم حالة خاصة وهي حالة امرأة غير مسلمة كانت تشرب الخمر قبل الإسلام ولما أسلمت أقلعت عن ذلك وأثناء فترة الحمل وجدت في نفسها رغبة في شرب الخمر ومخافة أن يصاب الجنين بمكروه، تم السماح لها بالشرب . وفي نفس الإطار أي إطار الحالة الخاصة جاءت فتوى إجازة ممارسة الرجل للجنس مع زوجته الميتة وهي التي جاءت جوابا عن سؤال لإحدى الصحف0 لكن الفتوى التي كانت أكثر إثارة للجدل وللرفض هي الفتوى الصادرة عن الشيخ محمد المغراوي بجواز جواز بنت التسع سنوات وهو ما استدعى من المجلس العلمي الأعلى إصدار بلاغ في حينه يندد بهذه الفتوى وبصاحبها معتبرا أن السن القانوني لزواج الفتيات هو المثبث في مدونة الأسرة وجه المرأة كفرجها!0 من أحدث ما وقع عليه بعض الشيوخ والدعاة من مثير القول وغريب الحديث ما جاء على لسان الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني من خلال تشبيه وجه المرأة بفرجها بقوله : «وجه المرأة كفرجها » في سياق إقامة التدليل على وجوب حجاب المرأة «أي ستر الوجه مثل ستر الفرج » مستعينا في ذلك بحكاية عودة هند شعرواي رمز تحرير المرأة في مصر من فرنسا سافرة مما دفع بوالدها أن يشيح بوجهه عنها جراء سفورها بعد حجابها متسائلا إن كان ذلك من الدين ومجيبا بأن هذا ما كان يقضي به العرف في ذلك الزمان « قد تكون امرأة منقبة ولا تصلي، العرف أن تكون منقبة ولا تخلع الحياء، هذا عيب، ماهو البرقع؟: البرقع هو القطعة التي تغطي وجه المرأة ، فكان وجه المرأة كفرجها.« وهو التشبيه الذي أثار عليه ردود فعل منددة قوية 0 فتوى إرضاع الكبير والزميل في العمل من بين الفتاوى التي أثارت جدلا واسعا في مصر وفي باقي العالم العربي الفتوى الصادرة عن عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر والتي يقول فيها بجواز إرضاع المرأة لزميلها في العمل حتى تحرم عليه وتصبح الخلوة بينهما شرعية . وهو الأمر الذي استتبعه توقيف وفصل صاحب هذه الفتوى من منصبه ، رغم تراجعه عن ما صدر منه واعتذاره عن الفتوى0 وفي نفس السياق تقريبا كان الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان قد أفتى بجواز إرضاع المرأة للكبير وذلك من أجل تلافي الحرج الذي يسببه تردد أجنبي على بيت ما ودخوله على نساء هذا البيت. وعليه يجوز للمرأة أن ترضع هذا الرجل رفعا لهذا الحرج وشرعنة الخلوة وقد أثارت هذه الفتوى هي الأخرى جدلا واسعا في الأوساط السعودية والعربية على العموم وهو ما اضطر مصدرها إلى الإسراع في تبيين وتوضيح بعض الأمور والحيثيات في ما يبدو نوعا من التراجع. وفي حوار سابق له شدد على أن الرضاعة لا تكون مباشرة من ثدي المرأة ولكن يحلب الحليب منها ويوضع في إناء أو ماشابه ذلك. ثم في إطار التراجع حصر العبيكان جواز إرضاع الكبير إذا تعلق الأمر ب« طفل أخذ من ملجأ لا يعرف له أم ولا أب أو أخ احتاج للسكن مع أخيه المتزوج واستثنى من الكبار الذين تجوز رضاعتهم الخدم والسائقين0 تحريم جلب الزهور أثناء عيادة المرضى!0 من أغرب الفتاوى المثيرة للجدل والضحك أيضا فتوى تحريم إهداء الزهور للمرضى خلال عيادتهم تحت ذريعة أن ذلك ليس من عادة المسلمين و إنما شيء غريب عنهم وافد من بلاد الكفر وتشبه بأهل هذه البلاد الذين لا يدينون بدين الإسلام ، وأن إهداء الزهور لا يجلب منفعة للمريض لا يخفف عنه ألما ولا يشفيه من علة وإنما هو فقط تبذير للمال على شيء غير نافع وتقليد للآخرين و كان من الأحرى والأليق أن يصرف المال الذي يشترى به الزهور في أمور تفيد وتعود بالنفع وبالتالي فإنه من المطلوب تنبيه بائعيها ومشتريها لينتهوا عن فعلتهم هاته 0 ! تكريم المرأة بالضرب «« ضرب المرأة المسلمة هو تكريم لها من الله عز وجل » تحت هذا العنوان العريض جاءت فتوى غريبة وعجيبة من توقيع الشيخ والداعية السعودي المعروف سعد عرفات على شاشة قناة « الرحمة » : «أقول إن الله كرم المرأة بهذه العقوبة، عقوبة الضرب. كيف؟ قال نبينا (ص) : ولا تضرب الوجه ولا تقبح. وفي شرحه لهذا الحديث قال سعد عرفات «بمعنى إن ضربها لا يضربها على وجهها. حتى وهو يضربها لا يسبها ولا يشتمها. إذن هو يضرب للتأديب». وفي تفصيل مثير لطرق الضرب بدا أن هذا الداعية كأنه يضع فصلا في قانون خاص بالعقوبات المرتبطة بالمرأة المتزوجة. فالرجل حين يضرب زوجته عليه “ألا يزيد عن عشر (يعني 10 ضربات). وإذا ضرب لا يكسر عظما، ولا يقطع لحما، ولا يكسر سنا، ولا يفقأ عينا»0 ورأى «الشيخ» سعد عرفات في هذا “أدب في الضرب إذا ضرب (الرجل امرأته) للتأديب. لا يرفع يده إلى أعلى بل بحذاء صدره. كل هذا تكريم للمرأة. فهي تحتاج إلى «التأديب». وبعد مشوار طويل في بيان أحقية الرجل في ضرب زوجته وفق «أصول الشرع» من منظور الداعية المذكور، وبيان سبل ممارسة هذا «الحق» قال سعد عرفات في آخر الحلقة المبثوثة على قناة «الرحمة» أنه «من تكريم الإسلام للمرأة أنه لم يُجز العقوبة بالضرب إلا في حالة واحدة هي عند امتناعها عن فراش زوجها». هكذا ربط هذا «الشيخ» ضرب المرأة بعدم تلبيتها حاجة زوجها في الجنس0 لا أنترنت للمرأة إلا مع محرم في فتوى لا تقل غرابة عما سبق كان الشيخان السعوديان عثمان الخميس وسعد الغامدي قد أصدرا سنة 2004 فتوى تحرم الانترنت على المرأة «بسبب خبث طويتها». وأضافت الفتوى «لا يجوز للمرأة فتح الانترنت إلا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها»!،حيث تصدرت هذه الفتوى العديد من الصحف كصحيفة القبس الكويتية وإيلاف، والعديد من المواقع الإلكترونية، وخلفت استياءا في العالم العربي حيث نظر إلى هذه الفتوى كنتيجة لنزعة قبليّة ذكوريّة تعاقبُ الإناث جماعيًّا و تجحفُ بحق المرأة وبقدْرِها وتحجُر على فِكرها ووجدانها جلوس المرأة على الكرسي والنوم قرب الحائط حرام فتوى أخرى غريبة تم تداولها سابقا وخصوصا في سوريا بعد أن صدرت عن مجموعة يطلق عليها «القبيسيات» وهن مجموعة نسوة ألفن فيما بينهن مجموعة دينية فتوى تحرم نوم المرأة بقرب الحائط !! وذلك لأن الحائط ذكرا ونوم المرأة بقربه ما هو إلا مفسدة لها وحرام، أما الاستناد فهو فقط رأي «الشيخة» التي أطلقت ذلك التحريم ومن المحرمات أيضا نوم المرء أو جلوسه على كرسي وخصوصا المرأة وذلك بحسب الفتوى لأنه ينسي الجالس خالق الأرض، بينما الجلوس على الأرض فإنه يذكره بالله جل جلاله، وهذا يزيد في التعبد والتجهد والإقرار بعظمته. أما الكرسي فحرام وخصوصا للمرأة. « فالمرزة قد تشعر برغبة جنسية محرمة وذلك بعد جلوسها على الكرسي» تقول صاحبة الفتوى المزعومة. واعتمدت في تحليل هذا الأمر حسب الزعم على صالحات تائبات أخبرنها بذلك وبما كن يشعرن به. واعتبرت الشيخة التي أطلقت الفتوى أن الكرسي وما يشبهه من الكنبات والأرائك وخلافها هي من أخطر المفاسد التي ابتليت بها أمتنا العظيمة وذكرت عدة أسباب لتحريمها منها:« أن السلف الصالح وأوائل هذه الأمة وهم خير خلق الله كانوا يجلسون على الأرض ولم »يستخدموا الكراسي ولم يجلسوا عليها. أما السبب الآخر للحرمان فهو أن ما يجلبه الكرسي أو الأريكة من راحة تجعل الجالس يسترخي، وتجعل المرأة خاصة تفرج رجليها وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج، فالمرأة بهذا العمل تمكن الرجل من نفسها، وقد يكون الرجل من الجن أو من الإنس، والغالب أن الجن ينكحون النساء !!!!وهن على الكراسي.