تقف هيلاري كلينتون على مسافة من البيت الأبيض أقرب من أي وقت في السباق الرئاسي الأميركي وقبل أربعة أسابيع على التصويت. هذا التحول الجذري عكسه استطلاع "وول ستريت جونال" الصادر اليوم وفارق ال11 نقطة لكلينتون أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب واستطلاعات أخرى تبدي تقدمها في معظم الولايات الحاسمة، ما قد يمهد لفوز كاسح للديمقراطيين في 8 تشرين الثاني المقبل. تقدم كلينتون بعد المناظرة الثانية أمس في سانت لويس، مرده عدة أسباب جميعها تبدأ أو تنتهي بإسم دونالد ترامب وأبرزها: – مفاجآت أكتوبر التي أهلكت حتى الآن المرشح الجمهوري: الكشف أنه لم يدفع ضريبة على دخله منذ عقدين، وتسريب صوتي يتحدث فيه بلهجة بذيئة حول النساء. – تخلي النخبة الجمهورية عن دونالد ترامب: من كوندوليزا رايس الى جون ماكين الى زعيم مجلس النواب بول ريان، هناك اقرار بأن خسارة البيت الأبيض باتت شبه حتمية، والأفضل ابقاء مسافة بعيداً عن ترامب وفضائحه والتركيز على انتخابات الكونغرس. – غياب التحالف الانتخابي الصلب لترامب واعتماده بشكل حصري على القاعدة اليمينية، يضعه اليوم أمام أرقام مخيفة ولا تتخطى ال35 في المئة في استطلاع وول ستريت جورنال. هذا قد يعني خسارة ولايات شرقاً وغرباً لم يخسرها الجمهوريون منذ ستينات القرن الماضي. – عامل الوقت: وهو يلعب ضد دونالد ترامب مع اقتصار المدة المتبقية للسباق على أربعة أسابيع وبدء الانتخاب المبكر في ولايات أيوا وويسكونسن وقريباً في أوهايو. وتتفوق كلينتون في الماكينة الانتخابية والتحالف الكبير خلف حملتها من الأقليات والنساء فيما يعتمد ترامب بشكل كبير على الناخب الأبيض. كل هذه العوامل تتنبأ بفوز لكلينتون في حال عدم حدوث أي مفاجآت ضخمة خلال ال29 يوماً المتبقية قبل التصويت. حتى أن زعيم مجلس النواب الجمهوري بول ريان بدأ الاستعداد لرئاسة هيلاري كلينتون بالتأكيد اليوم أنها لن تحظى "بشيك على بياض من مجلس النواب الجمهوري".