تأكد رسميا خبر الخصاص المائي الكبير الذي تعيشه تطوان، والتي أصبحت مهددة بانقطاع المياه الصالحة للشرب عن صنابير المنازل لساعات في اليوم، وفق بلاغ مشترك لوكالة الحوض المائي اللوكوس وباقي المتدخلين في المجال من قبيل أمانديس والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب. ووفق بيان وكالة الحوض المائي، فإن المزود الرئيسي لتطوان بمياه الشرب، سد النخلة عرف نقصا حادا في مخزونه المائي والشيء نفسه بالنسبة لسد سمير بالشريط الساحلي، ولم يعد بمستطاعهما توفير ما يكفي من المياه الصالحة للشرب، في انتظار التساقطات المطرية التي يمكن أن تعيد الاستقرار للتزود بالمياه. ومن المنتظر أن يبدأ العمل بهذا الإجراء انطلاقا من يوم الإثنين وفق البلاغ، والذي لم يوضح بالتفصيل كيفية تقنين عملية التزويد ولا طريقتها، فيما تمكن موقع "أحداث أنفو" من الحصول على بعض تفاصيل التقنين بقطع التزود بالمياه عن أحياء المدينة والمنطقة تباعا لمدة لا تقل عن خمس ساعات لكل منطقة مائية. وسيكون قطع المياه موزعا عبر ساعات النهار بين الخزانات الثلاثة لمدينة تطوان، بين الأحياء العليا، جبل درسة، جامع مزواق، خندق الزربوح وغيرها بداية من التاسعة صباحا، فيما ينقطع الماء عن الأحياء الممتدة في الجانب الشرقي من المدينة، انطلاقا من الخامسة مساء.. كل ذلك في انتظار ورود بلاغ رسمي من شركة أمانديس المكلفة بتوزيع الماء. وكشف مصدر من شركة أمانديس عن صعوبات في تنفيذ عملية القطع واستعادة المياه، وهي عملية مكلفة للشركة من جهة، كما أنها قد تكون مضرة للقنوات التي لن تتحمل ضغط الفتح والإغلاق عدة مرات في اليوم. كما أن عملية ملء المياه من طرف السكان ستولد ضغطا على القنوات والخزان، وقد تكون سببا في ضياع كميات من المياه بدل الحفاظ عليها. مقابل ذلك، ارتفعت أصوات شاجبة ومحتجة على قرار تقنين مياه الشرب، معتبرة السقي العشوائي لمئات الكيلومترات من العشب هي سبب تدني مستوى المياه بسدود المنطقة، وهو ما سبق التنبيه له من قبل، ونشرت صورا وتعليقات لعدد من الفعاليات، توضح مستوى تبذير المياه في عمليات السقي العشوائي على طول الطرق والساحل التطواني، ناهيك عن مسابح وحدائق المركبات السياحية التي تستهلك بدورها كميات كبيرة من المياه دون مراقبة. ودعت بعض الفعاليات في تطوان لتشكيل جبهة لمواجهة حرمان السكان من المياه الصالحة للشرب، مقابل تخصيص كميات أكبر لسقي العشب، وهو ما يرفضه الجميع مما قد يدفع لاحتجاجات ومسيرات في حال استمرار تبذير المياه مقابل توقفها عن صنابير المواطنين. مصطفى العباسي