كشف بلاغ مشترك صادر عن وكالة الحوض المائي اللكوس والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة أمانديسّ، موجها إلى عموم ساكنة تطوان والنواحي، عن الأزمة المائية التي تعيشها المدينة، والمتمثلة في الخصاص الكبير التي تعرفه سدود الشمال، جراء عدم انتظام التساقطات المطرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وعلى إثر ذلك أكد البلاغ أنه تم اتخاذ تدابير، عبر وضع برنامج يهدف إلى تقنين تزويد المدينة ونواحيها بالماء الشروب خلال مدة زمنية محددة، بكيفية تضمن استفادة جميع الأحياء والمناطق، مع الحرص على الترشيد والتحسيس ضد مظاهر التبذير والاستعمال المفرط للماء، وذلك بنسبة 30 في المئة من الموارد المائية ابتداء من يومه الاثنين 3 أكتوبر2016. وأشار البلاغ، أنه بالموازاة مع هذا الإجراء، سيقوم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بانجاز تحويل المياه بصبيب 500 لترفي الثانية من سد طنجة المتوسطي إلى سد مولاي الحسن بن المهدي والذي يرتقب نهاية الأعمال به في شهر فبراير 2017. ودعت السلطات العمومية والمصالح المعنية، عبر ذات البلاغ، كافة المواطنين بالمدينة ونواحيها إلى التفهم والانخراط المسؤول في هذا البرنامج، وأكدت التزامها باتخاذ التدابير الضرورية حتى يتم تجاوز هذه المرحلة العصيبة، في انتظار نزول الأمطار في الأيام المقبلة. وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي، خلال بداية شهر شتنبر المنصرم، قد أكدت أن حالة من التوجس والترقب تسود في أوساط وكالة الحوض المائي اللوكوس، وكذا المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتطوان، وأن اجتماعا ساخنا عقده مسؤولو الوكالة مع نظرائهم بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، صبيحة يوم 30 غشت، لتدارس السيناريوهات المحتملة لتفادي أزمة محتملة في مجال التزود بالماء الصالح للشرب بتطوان، حيث إنه من بين الاقتراحات التي تم تداولها خلال الاجتماع المذكور، إمكانية قطع صبيب مياه حنفيات ساكنة هذه المدن في أوقات متفرقة من اليوم، من أجل تدبير الأزمة وترشيد استهلاك الماء بالمدينة. إذ أن آخر تقرير لوكالة الحوض المائي اللوكوس بخصوص حقينة السدود التابعة لعمالة تطوان قدم مؤشرات خطيرة تنذر بدخول مدن تطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق أزمة حقيقية في مجال التزود بالماء الصالح للشرب، على غرار ما عاشته المدن الشمالية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. و أرجع التقرير نفاد المخزون المائي للسدين الرئيسيين المزودين لساكنة عمالتي تطوان والمضيق الفنيدق بالماء الصالح للشرب ،إلى الموسم الصيفي الذي عرف توافد عدد كبير من الزوار والمصطافين للمناطق الساحلية، وكذا إلى الاستهلاك المفرط وغير العقلاني للمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى اعتماد هذه المادة الحيوية في سقي بعض المساحات الخضراء وبعض ملاعب الغولف، هذا إلى جانب استعمالها في المسابح بالمنتجعات المنتشرة بالشريط الساحلي التطواني. كما أرجع ذات التقرير انخفاض مخزون سدي النخلة وسد أسمير، إلى تراجع معدل تساقطات الأمطار خلال السنة الحالية إلى 32 بالمئة مقارنة مع السنة الماضية. وأضاف التقرير، أنه لحدود شهر يونيو المنصرم، بلغ مخزون سد النخلة، الذي استنفد وظيفته بفعل ظاهرة التوحل، إلى 3.782 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء وصلت إلى87.4بالمئة، وسد أسمير 8.606 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء تصل إلى 21.1 بالمئة.