ذكر مصدر مطلع لمكتب الجريدة بتطوان، أن ساكنة مدن تطوان ومرتيل والمضيقوالفنيدق، مقبلة على أزمة خانقة في مجال التزود بالماء الصالح للشرب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأن المؤشرات الرقمية تؤكد دخول المدينة و النواحي في أزمة عطش. وأشار المصدر، أن حالة من التوجس و الترقب تسود في أوساط وكالة الحوض المائي اللوكوس، وكذا المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتطوان، وأن اجتماعا ساخنا عقده مسؤولو الوكالة مع نظرائهم بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، يوم الثلاثاء 30 غشت، لتدارس السيناريوهات المحتملة لتفادي أزمة محتملة في مجال التزود بالماء الصالح للشرب بتطوان. وأضاف المصدر، أنه من بين الاقتراحات التي تم تداولها خلال الاجتماع المذكور، إمكانية قطع صبيب مياه حنفيات ساكنة هذه المدن في أوقات متفرقة من اليوم، من أجل تدبير الأزمة وترشيد استهلاك الماء بالمدينة. وأكد المصدر، أن آخر تقرير لوكالة الحوض المائي اللوكوس بخصوص حقينة السدود التابعة لعمالة تطوان قدم مؤشرات خطيرة تنذر بدخول مدن تطوان ومرتيل والمضيقوالفنيدق أزمة حقيقية في مجال التزود بالماء الصالح للشرب، على غرار ما عاشته المدن الشمالية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي من أزمة العطش. و أرجع التقرير نفاذ المخزون المائي للسدين الرئيسيين المزودين للماء الصالح للشرب لعمالتي تطوان و المضيقالفنيدق، للموسم الصيفي الذي عرف توافدا غير مسبوق لعدد كبير من الزوار و المصطافين للمناطق الساحلية، و كذا للاستهلاك المفرط وغير العقلاني للمياه الصالحة للشرب، و كذا اعتماد هذه المادة الحيوية في سقي بعض المساحات الخضراء، وبعض ملاعب الغولف، و كذا استعمالها في المسابح بالمنتجعات المنتشرة بالشريط الساحلي التطواني. كما أرجع ذات التقرير انخفاض مخزون سدي النخلة و سد أسمير، إلى تراجع معدل تساقطات الأمطار خلال السنة الحالية إلى 32 بالمئة مقارنة مع السنة الماضية. وأضاف التقرير، أنه لحدود شهر يونيو المنصرم، بلغ مخزون سد النخلة، الذي استنفذ وظيفته بفعل ظاهرة التوحل، إلى 3.782 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء وصلت إلى87.4 بالمئة، وسد أسمير 8.606 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء تصل إلى 21.1 بالمئة. وأمام هذه الأرقام المخيفة، فإن تطوان مقبلة على أزمة حقيقة في مجال التزود بالماء، وقد تنضب من حنفيات ساكنة المدينة لا قدر الله، و تدخل تطوان ونواحيها أزمة عطش مثلما عاشتها مطلع التسعينيات من القرن الماضي.