اتجهت أنظار 84 مليون مشاهد إلى محطات التلفزيون الأمريكية ليل الاثنين الماضي لمشاهدة أول مناظرة رئاسية بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب فيما سجل رقما قياسيا لجمهور نادرا ما يتطلع إلى التلفزيون في عصر البث الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. ويشمل الرقم التقديري الذي أحصته شركة نيلسن للمعلومات مشاهدي المواجهة الصاخبة عبر 13 شبكة بث أمريكية مدفوعة الأجر ومحطة تلفزيون (بي.بي.إس) العامة. ويحطم هذا الرقم نظيره المسجل في المناظرة الرئاسية بين جيمي كارتر ودونالد ريجان في 1980 والبالغ 80.6 مليون مشاهد. غير أنه لم يتجاوز حاجز المئة مليون الذي توقعه محللون في السابق. ولا يشمل الرقم ملايين الأشخاص الذين شاهدوا المناظرة إلكترونيا من خلال تويتر وفيسبوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك في مجموعات كبيرة في المطاعم والحانات. ويجذب نهائي دوري كرة القدم الأمريكية أكثر من 100 مليون مشاهد وهو ما يجعله أكبر حدث تلفزيوني في الولاياتالمتحدة. والمناظرة هي الأولى ضمن ثلاث مناظرات بين المرشحين قبل الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر. وتجرى الأخريان في التاسع والتاسع عشر من أكتوبر. ترامب وهيلاري كلينتون يستأنفان الحملة الانتخابية بعد المناظرة الحامية تجددت اندفاعة الديموقراطية هيلاري كلينتون الثلاثاء غداة مناظرة منحتها تقدما على الجمهوري دونالد ترامب فوجهت انتقادات لاذعة جديدة الى خصمها الذي يجول بدوره في الولايات الحاسمة لاستحقاق نوفمبر. فبعدما اكد كل من المعسكرين صباح الثلاثاء الفوز في المناظرة، ابدت حملة كلينتون مزيدا من الثقة مع اثبات المرشحة بعد مرضها واسبوعين من الغياب شبه التام انها بصحة جيدة ولم تفقد زخمها. واكدت كلينتون الباسمة على متن الطائرة التي نقلتها الى كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) انها عاشت "لحظة مهمة جدا" مساء الاثنين وطرحت برنامجها "بلا اقتراح حقيقي من خصمها". اضافت "الجميع راى تصرفاته ومزاجه وسلوكه على المنبر والناس استخلصوا بانفسهم". ولم تخف كلينتون سعادتها بانتقاد خصمها واتهمته عقب المناظرة بالافتقار "للطاقة" والشكوى من ميكروفون سيئ، معلقة "عندما يشتكي احدهم من الميكروفون فانه لا يمضي ليلة جيدة". كذلك علق رئيس حملتها جون بوديستا على ترامب بالقول "مع هذه النزعة الى الاستنشاق وشرب كثير من الماء والتشبث بالمنضدة بدا كأن وقوده ينفد". والان سيسعى كل من المرشحين لخلافة باراك اوباما الى الاستفادة من زخم هذه المناظرة التي تابعها عشرات ملايين الاميركيين خلال تجمعات انتخابية في كارولاينا الشمالية لهيلاري كلينتون وفلوريدا لدونالد ترامب، الولايتين الكبيرتين حيث هما شبه متعادلين. ويبقى الهدف التاثير على الاميركيين الذين لم يحسموا خيارهم بعد قبل 42 يوما من الانتخابات. واظهرت استطلاعات الرأي في وقت سابق تقاربا في السباق حيث نالت هيلاري كلينتون 43% من نوايا التصويت مقابل 41,5% لترامب بحسب المعدل الذي احتسبه موقع "ريل كلير بوليتيكس". ودعا الرئيس باراك اوباما الاميركيين الثلاثاء الى التسجل على لوائح الانتخاب معتبرا في تغريدة ان "السياسة ليست رياضة استعراضية". طيلة 90 دقيقة تواجه المرشحان حول رؤية كل منهما للمستقبل والاقتصاد والامن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع مثل التصريح الضريبي لترامب او الرسائل الالكترونية لكلينتون. وانتقد الملياردير الشعبوي اداء كلينتون السياسي قائلا ان "هيلاري تحظى بالخبرة، لكنها خبرة سيئة". وقال "ان بلادنا تعاني بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذها اشخاص مثل كلينتون". اما مديرة حملة ترامب كيليان كونواي فاوردت انه "تصرف بلباقة مع كلينتون خصوصا في نهاية المناظرة عندما تجنب توجيه اسوأ الضربات". اعلن ترامب من على المنبر انه قرر عدم "توجيه انتقادات قاسية الى كلينتون واسرتها" في اشارة الى مغامرات بيل كلينتون الجنسية. كما اتخذ سلوكا دفاعيا الثلاثاء متوعدا عبر قناة فوكس بان الضربات التي سيوجهها في "المرة المقبلة اقوى". واثناء المناظرة وقع الملياردير الذي كان ينظم مسابقات ملكة جمال الكون في فخ نصبته له كلينتون، عندما ذكرت بانه انتقد الفائزة باللقب لعام 1996 بسبب ازدياد وزنها، واطلق عليها عبارة "الانسة بيغي" (اسم الخنزيرة في "استعراض الدمى"). وقالت كلينتون "تدعى اليسيا مشادو اصبحت مواطنة اميركية وتأكدوا انها ستصوت في نوفمبر". وفي الاثناء كان فريقها ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو تحدثت فيه مشادو. وعوضا عن تجاهل الجدل صرح ترامب على قناة "فوكس نيوز" الثلاثاء "كان الامر مستحيلا. كان وزنها ازداد كثيرا وشكل ذلك مشكلة حقيقية". لكن الديموقراطية التي تبلغ قريبا عامها التاسع والستين كانت مستعدة بشكل جيد للمناظرة فكالت انتقادات لاذعة ل"دونالد" متكئة على ماضيه واستخدمت قسما من المناظرة لاثبات معرفتها بالملفات الدولية. هدفت وزيرة الخارجية السابقة التي يقول 60% من الاميركيين انهم لا يثقون بها، الى تحسين صورتها فبدت هادئة الاعصاب وثابتة ومبتسمة. كما امتنعت السياسية التي غالبا ما انتقدت على كلامها الانفعالي في التجمعات الانتخابية، عن خوض اي مواجهات وتركت المجال لترامب ليقاطعها. وبدا المرشح الجمهوري منضبطا نسبيا لكن اكثر حدة منها اذ كان يشرب الماء ويحرك يديه ويتنهد مرات عدة. وحاول الملياردير الشعبوي الذي يسعى للحصول على اصوات الناخبين من الطبقة العاملة، استعارة حجج من اليمين واليسار للتنديد بالاثار المسيئة للعولمة ووضع كلينتون في موقع دفاعي. لكن ترامب وجد نفسه في وضع محرج عدة مرات وخصوصا عند رفضه نشر بيان ضرائبه. وتجري مناظرتان اخريان في 9 و19 اكتوبر المقبل.