توصل موقع "أحداث أنفو" بمذكرة وجهتها الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب إلى الأحزاب السياسية المغربية، ننشرها تعميما للفائدة: إلى السيد الأمين العام تحية وبعد، تعيش بلادنا ومنذ أكثر من عقد ، منذ أحداث 16 مايو 2003 على الأقل، على وقع تهديدات إرهابية مستمرة. وبحسب ما سبق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أن أعلنه، فقد تم تفكيك 155 خلية إرهابية مند 2002، حوالي خمسين منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر، لاسيما المنطقة الأفغانية الباكستانية، ومنطقة سوريا والعراق ومنطقة الساحل. ( 29 خلية بالمنطقة العراقية السورية، ترتبط النسبة المتبقية (21 خلية) بكل من المنطقة الباكستانية الأفغانية، ومنطقة الساحل والصحراء )؛ علاوة على التجديد المستمر في أشكال الفعل الإرهابي واستراتيجياته (الاستقطاب والتشدد الديني الذاتي auto radicalisation + الذئاب المنفردة). يضاف إلى ذلك: توالي الأحداث الإرهابية في المحيط الإقليمي والمتوسطي وعبر العالم؛ الأوضاع الهشة في دول الجوار ، والمتفجرة في بعضها (ليبيا) و استمرار نشاط المنظمات الإرهابية حوالي الشريط الصحراوي في الجنوب، والعجز المزمن للأمم المتحدة عن إيجاد حل لمشكل الصحراء وما يرفق ذلك من تشنج جيوسياسي قار؛ تفسخ الأوضاع في مخيمات البوليزاريو؛ الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة والتي يمكن استغلالها في خلق حاضنات للظاهرة الإرهابية؛ وبالإضافة إلى هذه الأخطار والتهديدات الدولية والإقليمية ، فإن هناك أخطارا داخلية لا تقل أهمية، بل وتشكل تهديدا حقيقيا لكل المجهودات المبذولة حتى الأن للمحافظة على الاستقرار. ويتعلق الأمر بالأفكار والدعوات المتطرفة والمستندة إلى تأويلات خاطئة للدين لا تتورع، خدمة لأجندات الإرهاب في تكفير المخالفين في الرأي بل والمطالبة بقطع رؤوسهم…. ونظرا لتعدد هده الدعوات زمنيا وجغرافيا وتواليها ولخطرها على أسس التعايش والتدبير السلمي للنزاعات الاجتماعية والسياسية وما تفتحه من أبواب لجحيم الإرهاب. ونظرا أيضا لاستغلال هذه الدعوات للدين المشترك للغالبية العظمى للمغاربة لخدمة أهداف سياسية معادية في جوهرها للأسس التي اعتمدها دستور 2011 لدولة المغاربة. أسس يوجد على رأسها الاختيار الديمقراطي وحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا. ونظرا أخيرا لما تخلقه هذه الوضعية من فرص لدعاة الإجهاز على الحريات والحقوق؛ وعلى رأسها الحق في الحياة؛ ولأنكم مرشحون لتدبير الشأن العام المغربي لفترة ما بعد 7 أكتوبر 2016، يشرفنا في سكرتارية الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب أن نثير سداد نظركم إلى الأهمية القصوى لخطر الإرهاب على بلادنا ولدور العديد من الممارسات المتطرفة التي تخلط الدين بالسياسة في توفير المناخات الملائمة لإتيان الإرهاب. كما يشرفنا أن نلتمس منكم تضمين برنامجكم الانتخابي ما يلي: تجريم كل الدعوات التكفيرية وخطابات الكراهية والعنصرية أيا كان مصدرها ، وأيا كان أصلها؛ المنع التام لكل استغلال للدين في أي فعل عمومي؛ تنقية البرامج التعليمية من كافة أشكال اللاتسامح والتعالي الديني والعنف اللفظي، وإعادة صياغتها على أسس المواطنة وعلى ما ارتضاه المغاربة لأنفسهم من خلال دستور 2011؛ تفعيل حصر الدستور للشأن الديني تأويلا وفهما وفتوى في "إمارة المؤمنين" وفي المجلس العلمي التابع لها؛ ضرورة تكوين أعضاء المجالس العلمية تكوينا حقوقيا، حرصا على أن لا تتعارض آرائهم كلية مع التزامات المغرب الدولية والشرعة الدولية لحقوق الإنسان؛ تقديم مقترح سياسيات شاملة في مجالات الأمن العمومي بما يعزز الأمن والاستقرار؛ حماية الحقوق والحريات من كل التجاوزات التي قد تترتب عن مكافحة الإرهاب. عن السكرتارية