قام وفد صحافي يضم 55 إعلاميا من 28 بلدا إفريقيا ناطقا باللغات الفرنسية والعربية والانجليزية والبرتغالية، الجمعة بزيارة لمدينة مراكش في أفق احتضانها لقمة المناخ " كوب 22″ خلال شهر نونبر المقبل، وذلك بدعوة من لجنة الإشراف على تنظيم هذا المؤت مر. و استعرض عبد السلام بيكرات رئيس قطب الأمن واللوجيستيك في المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية (كوب 22) خلا ل ندوة صحفية عقدت بهذه المناسبة، مختلف التدابير والاجراءات التقنية واللوجتيسكية والامنية المتخذة من قبل اللجنة المنظمة لضمان النجاح الكامل لهذه التظاهرة العالمية، معبرا عن سعادته لاستقبال هذا الوفد الإعلامي الافريقي الذي يمثل مختلف المنابر الإعلامية المسموعة والمرئية والالكتروية . كما أطلع الوفد على موقع باب إغلي، الذي سيحتضن أشغال القمة، والذي يمتد على مساحة 223647 متر مربع، ضمنها 80 ألف متر مربع مغطاة، ويضم منطقة زرقاء، وهي تحت السلطة المباشرة لهيئة الأممالمتحدة، وفضاءات تضم 30 قاعة للندوات والاجتماعات للمفاوضين و10 قاعات مخصصة للملاحظين، وفضاءات أخرى مخصصة للنقاشات والعروض والاستقبال والأمن. ويضم الموقع أيضا فضاء ثانيا سيخصص للفاعلين غير حكوميين، وجمعيات المجتمع المدني والمقاولات والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية، سيتواجدون في قلب فضاءين تحت اسم "المجتمع المدني" و"الابتكار" على مساحة 12 ألف متر مربع، فضلا عن احتوائه على فضاءات أخرى تهم الخدمات والعروض والمطاعم. ويحتوي الموقع أيضا ، يضيف بيكرات، على شبكة للمياه العادمة وخطوط الاتصالات والخدمات البنكية والبريدية ووكالات الأسفار والمطاعم، مؤكدا أن هذه القرية احترمت فيها جميع المعايير البيئية خاصة تلك المتعلقة بالتنمية والبيئة المستدامة، فضلا عن إخضاع الإنارة الخارجية للمعايير البيئية والنجاعة الطاقية. وقال بيكرات إن اللجنة المنظمة اتخذت جميع الترتيبات على كل المستويات اللوجيستيكية والنقل والصحة والامن لمواكبة كبار الشخصيات والمسؤولين والضيوف والمشاركين والاعلاميين لضمان النجاح الكامل لهذه القمة سواء عل مستوى موقع المؤتمر أو مدينة مراكش، أو على مستوى الاستقبال والإجراءات الجمركية بمطاري مراكش المنارة والدار البيضاء، بالاضافة إلى تخصيص حافلات خاصة لتنقل الوفود في أحسن الظروف. وأوضح بيكرات، أن أشغال تهيئة موقع المؤتمر مستمرة بشكل جيد لكي تكون في الموعد المحدد، مشيرا الى أن نسبة الانجاز بلغت الى حد الآن 70 في المائة بخصوص البنيات التحتية الاساسية، و30 في المائة بالنسبة للتجهيزات و15 في المائة بخصوص التجهيزات الالكترونية. وأكد بيكرات، أن هذه الزيارة تندرج في إطار الرؤية السديدة وبعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة الى مد جسور التواصل والأخوة والبناء بين شعوب البلدان الافريقية، وتوفير مجموعة من المعطيات وتكوين رأي شمولي لدى هؤلاء الإعلاميين حول القمة وإطلاعهم على ما يعرفه المغرب من أوراش وتطورات وإنجازات على جميع المسويات الاقتصادية والإجتماعية وحثهم على الانخراط في ورش المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة ببلدانهم. وبهذه المناسبة، عاين الإعلاميون الأفارقة موقع باب إغلي والمرافق المعدة لتنظيم "كوب 22″، ومن المفرر ان يقوموا يوم غد السبت بزيارة ميدانية لموقع "نور" للطاقة الشمسية بورزازات. على الأفارقة ألا يظلوا متفرجين بل فاعلين في التغيير أكد رئيس كوب 22 ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن الأفارقة مطالبون بألا يظلوا مجرد متفرجين بل فاعلين في التغيير الذي تتيحه فرصة تنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) الذي سينعقد بمراكش، على أرض افريقية. وقال مزوار في استقباله لوفد من الصحافيين الافارقة يزور المغرب، "يتعين أن نكون فاعلين في التغيير وأن نفرض ذواتنا في ساحة الأمم بشأن ما يتعلق برهانات المناخ". واعتبر أن "قضية البيئة تهم القارة لكنها أيضا ترهن مستقبلها"، مسجلا أن الارقام والتوقعات ناطقة في حد ذاتها من حيث إنذار المجتمعات المدنية حول الرهانات البيئية التي تواجهها القارة. وأكد الوزير أن المغرب مصمم على جعل كوب 22 موعدا لافريقيا والدول الأكثر هشاشة تجاه التغيرات المناخية، داعيا الاعلاميين الافارقة الى أن يصبحوا فاعلين في توعية المواطنين والمجتمع المدني بافريقيا، حتى لا يكون المؤتمر شأن الخبراء والمتخصصين فقط. وأبرز في هذا السياق أن المبادرات التي يود المغرب اتخاذها هي تلك التي تتحدث الى الأفارقة والقابلة منها للتطبيق وفقا لتطلعات كوب 22، وهي "العمل والملموس". وقال ان "لدينا اليوم فكرة واضحة بما يكفي بشأن أولويات القارة"، مشيرا الى اعادة تنظيم المدن لمواجهة رهان الهجرات الحضرية ومكافحة التصحر الذي يهدد 60 في المائة من الأراضي القابلة للتشجير والأمن الغذائي، وهي معادلة أساسية تستلزم عملا مشتركا. وأضاف أنه يتعين بالتالي طرح مواضيع مهمة من قبيل التمويل وتقوية القدرات وإدماج المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات المحلية والجهوية بغية تسريع تنفيذ قرارات مؤتمر كوب 21 في بلدانها، فضلا عن المساهمات المحددة للدول على المستوى الوطني. وخلال هذا النقاش، تطرق الوزير أيضا إلى تحدي تدبير المشاركة الكبيرة في هذه التظاهرة الكونية، مشيرا إلى أن المنظمين يتوقعون مشاركة "كمية وكيفية تقدر ب 20 ألف شخص". وقال "ندرك أنه بعد اتفاق باريس، سيكون هناك اهتمام متنامي وتغير في الوعي"، مؤكدا أن المغرب اتخذ كافة الإجراءات اللازمة وأطلع الدول حول كافة الجوانب اللوجستيكية من أجل تيسير إقامة ومشاركة الوفود. وفي معرض جوابه على إعلان المغرب عودته إلى الاتحاد الإفريقي، أكد الوزير أن المملكة لم تغادر يوما إفريقيا، موضحا بالقول إن المغرب غادر مؤسسة خلقت "وضعا شاذا في تاريخ القارة. فالاعتراف بحركة كدولة بدون تراب ولا سكان شكل أكبر خرق لقواعد مؤسسة قارية"، مؤكدا أن المغرب حافظ على الدوام على علاقات جيدة مع الدول الشقيقية. وقال "قررنا العودة للمؤسسة الإفريقية لأن رهانات إفريقيا اليوم ستكون حاسمة غدا"، مذكرا بأن أغلبية الدول الإفريقية والدول الصديقة ألحت على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، معتبرة أنه يمكنه أن يقدم الكثير لهذه المؤسسة. وبخصوص قضية الصحراء، ذكر مزوار بأن المقترح الوحيد المطروح على طاولة المفاوضات هو مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 ووصفه المجتمع الدولي بالجدي وذي المصداقية. وشدد، في هذا الصدد، على أنه "يتعين على الاتحاد الإفريقي التحلي بالحياد إن هو أراد المساهمة في تسوية هذا المشكل"، من خلال دعم مقاربة ووساطة الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل مقبول من كافة الأطراف "والذي لا يمكن إلا أن يكون الحكم الذاتي المتقدم". وردا على سؤال حول مدى تأثير غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي على علاقاته مع الدول الإفريقية، أكد الوزير أن الغياب "قلص من كثافة علاقاته مع بعض الدول". وقال إن هناك جيل جديد من القادة الأفارقة، الذين ورثوا هذا المشكل ويأملون في ألا تبقى الأجواء "مسممة" بسبب هذه القضية، وينظرون بشكل إيجابي للمغرب كبلد متميز تمكن من إرساء نموذج للتنمية فعال ومجتمع متسامح ومنفتح. وأضاف أن إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير شراكة جنوب جنوب مهيكلة ومنظمة وجدت لها صدى قويا لدى غالبية قادة القارة المقتنعين بكون المقاربة المغربية جديرة بالاهتمام والاعتبار. وستتيح زيارة الوفد الإعلامي الافريقي للمغرب، بدعوة من لجنة الإشراف على (كوب 22)، ل55 صحافيا، يمثلون منابر إعلامية من 28 بلدا، إمكانية الوقوف على الرهانات المرتبطة بمكافحة التغيرات المناخية وحيثيات تنظيم مؤتمر كوب 22.