تحتضن مدينة تاونات ما بين 7 و 9 شتنبر الجاري المهرجان الوطني للتين في دورته الثالثة، الذي تنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري وذلك تحت شعار "التين .. شجرة مقاومة للتغيرات المناخية". ويروم هذا المهرجان، الذي ينظم بتعاون مع عمالة إقليمتاونات، إبراز المؤهلات التي تزخر بها بعض جهات المملكة لتنمية سلسلة التين بالإضافة إلى إحداث فضاء للقاء والتواصل وتبادل الخبرات بين المهنيين وبناء الشراكات. كما يشكل هذا المهرجان الذي بدأ يترسخ كموعد للاحتفاء بفاكهة التين ودورها في تفعيل الحركية الاقتصادية بالعديد من المناطق، مناسبة مهمة للمنتجين والمهنيين للاطلاع على أحدث التقنيات في ميدان إنتاج وتثمين فاكهة التين وكذا للوقوف على الفرص المتاحة في إطار مخطط المغرب الأخضر لتنمية السلسلة عبر مختلف البرامج والمشاريع التي هي في طور التنفيذ في إطار المخططات الفلاحية الجهوية والتي تهم كل جوانب تنمية السلسلة من عمليات التشجير والصيانة والتنظيم المهني وتثمين الإنتاج. ويتضمن برنامج هذا الحدث الاقتصادي والاجتماعي تنظيم العديد من الأنشطة والتظاهرات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني، من بينها إقامة معرض يتضمن أروقة لمختلف أنواع وأشكال منتوجات فاكهة التين الطرية واليابسة ومشتقاتها. وسيعرف هذا المعرض مشاركة مجموعة من الفعاليات والتنظيمات المهنية من مختلف جهات وأقاليم المملكة التي تعرف إنتاج التين، إلى جانب بعض التعاونيات المحلية المتميزة في مجال المنتوجات المجالية التي يتميز بها الإقليم وسيتوج بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة أحسن المنتجين والعارضين التي ستنظم خلال فعاليات هذا المهرجان. وموازاة مع هذه الأنشطة، سيتميز هذا المهرجان بالتوقيع على اتفاقيات شراكة حول تطوير التكوين المهني الفلاحي بإقليمتاونات مع تنظيم عدة ندوات علمية يتم خلالها إلقاء مجموعة من العروض والمحاضرات والمداخلات حول مختلف المواضيع التي تهم التين، يتم تنشيطها من طرف مجموعة من الأساتذة والباحثين والمهتمين والمختصين مع تقديم شهادات حية لبعض الشركات والتعاونيات العاملة في المجال. وفي الشق الفني، ستنظم خلال اليوم الأول من المهرجان سهرة فنية تحييها فرق فلكورية ومجموعات غنائية محلية بالإضافة إلى بعض الفنانين والمبدعين من مختلف المدن المغربية. يشار إلى أن شجرة التين تعد واحدة من الأشجار المثمرة المهمة بجهة فاسمكناس حيث تبلغ المساحة المغروسة بهذه الشجرة على مستوى الجهة ما مجموعه 28 ألف هكتار، أي ما يمثل نسبة 51 في المائة من المساحة المغروسة بشجر التين على الصعيد الوطني. ويبلغ الإنتاج الجهوي لهذه الفاكهة ما يناهز 40 ألف طن أي ما يمثل 32 في المائة من الإنتاج الوطني. وقد تم اختيار إقليمتاونات لاحتضان هذا المهرجان نظرا لمكانة هذه الزراعة بالإقليم التي تمتد على مساحة تصل إلى 22 ألف هكتار (5 في المائة من المساحة الصالحة للزراعة بالإقليم) وهو ما يناهز 40 في المائة من المساحات المزروعة بالتين على الصعيد الوطني، كما ينتج الإقليم وحده 78 في المائة من الإنتاج الجهوي لهذه الفاكهة. وقد استفادت سلسلة التين، في إطار مخطط المغرب الأخضر، من دعم مهم موجه إلى تحسين ظروف هذا القطاع وذلك من أجل تثمين المنتوج وترويج وتعزيز الجودة. وتعتمد استراتيجية التنمية لسلسلة التين على مستوى إقليمتاونات التي تندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر، على تحسين الإنتاجية والرفع من مستوى القطاع التعاوني مع تعزيز تثمين فاكهة التين ومشتقاتها، بما في ذلك أساسا التين الطازج والمجفف.