حالة استنفار ليلة يوم الأحد أثارت الانتباه بكورنيش مرتيل منذ اولى لحظات الغروب، واستمرت لوقت غير قصير بعد ذلك، والسبب الانتشار المهول للباعة الجائلين ومحترفي النصب على طول كورنيش المدينة الساحلية، والتي هي في ذروتها هاته الايام من حيث افواج المقيمين بها. تعليمات صارمة تلقتها سلطات المدينة من عامل الإقليم، بهدف القيام بحملة تحد من انتشار هؤلاء الباعة ومن هم على شاكلتهم، سواء من باعة الهندي والسبول، وصولا لنصابين يعرضون مسابقات قمار باستعمال كرة القدم او رمي الدراهيم في المربعات وغيرها من الامور المزعجة التي تملأ الكورنيش السياحي.
الحملة التي شارك فيها عشرات من عناصر السلطة، من مختلف تشكيلاتهم، امن، قوات مساعدة وأعوان سلطة، تميزت بحضور مجموعة من المسؤولين في القطاعات المعنية، وهو ما يميزها عن الحملات السابقة الأخرى. وجعلها تكون أكثر قوة وجرأة، بحيث لم يكتف هؤلاء لمطاردة أو طرد بعض الباعة، بل حجز سلعهم وتوقيف بعض ممن تمردوا ووقفوا في وجه الحملة عاصين أوامر السلطات. وعاينت "الأحداث المغربية" الحملة التي امتدت على طول الكورنيش، ولم تلقى مقاومة كبيرة عدى بعض الحالات المحدودة، فيما خلفت الحملة ردود فعل متباينة غالبيتها كانت لصالح إخلاء الكورنيش من المظاهر السلبية التي يعج بها، مصرين على ضرورة استمرارها حتى لا تكون حملة مناسباتية فقط. وقال البعض انها يجب ان تشمل كل محتلي الملك العام وخاصة بعض المقاهي التي تقطع الطريق، رغم توفرها على مساحات داخلها.. وعلق بعض المتتبعين عن اختفاء بعض الباعة الجائلين، خاصة المجموعة التي تنشط في الجزء العلوي من الكورنيش، الذين لم يظهر منهم أحد إلا بعد مرور الحملة، رغم أنهم يعتبرون من كبار معرقلي السير ويدفعون بالراجلين للسير على الطريق، كما عمد البعض للتخفي في الرمال لحظة مرور الحملة خلف سور الكورنيش.. يذكر أن كورنيش مرتيل يعيش أوضاعا كارثية منذ بداية الصيف بسبب انتشار الباعة العشوائيين ونصابة و"قمارة" وغيرهم، فيما تعيش شواطئه احتلالا تاما من طرف أشخاص يقومون بكراء مظلات وكراسي عنوة للمصطافين، فيما تبقى تدخلات السلطات محدودة جدا لأسباب مختلفة على رأسها غياب الارادة الحقيقية لحل المشكل.