قال انه سيحافظ عن إرث لمشاهب عن طريق مجموعة لمشاهب حمادي الجديدة
على هامش الدورة السادسة من المهرجان الغيواني بمراكش، و التي حملت إسم محمد حمادي، ارتأت "الأحداث المغربية" أن تستضيف هذا الأخير في حوار اختزل الماضي بالحاضر، وعرفت أسطره بعض المفاجآت الخاصة بحمادي، و المتعلقة بمسيرته الغنائية التي ارتبطت بمجموعة لمشاهب، وكذا عدة مواضيع أبرزها نظرته لموقع الأغنية الغيوانية وسبب تراجعها. وفي ما يلي نص الحوار: -المهرجان الغيواني في نسخته السادسة يحمل إسم حمادي ما هو تعليقك؟ أنا جد سعيد لهذه الإلتفاتة من إدارة المهرجان التي أوجه لجل أعضاءها الشكر والتقدير، وهو أمر لا محال سيحفزني لمزيد من العطاء خدمة للفن المغربي عامة والأغنية الغيوانية على وجه الخصوص. -هل أنت راض على مسيرتك التي قضيتها في كنف الأغنية الغوانية؟ الحمد لله بالطبع أنا راض كل الرضى على ما أسديت للأغنية الغيوانية، لأنه كان عطاء من القلب ونابع من حب صاف لميدان ترعرعت فيه وارتبطت فيه وجدانيا، إذن لا يمكن لي إلا أن أكون راض ولدي شحنة كبيرة للمزيد من العطاء إنشاء الله. -هناك سؤال جوهري رافق المهرجان في نسخة لهذا الموسم مفاده كون الدورة تكرم حمادي المنتمي لمجموعة لمشاهب، وهذه الأخيرة تغيب عن البرنامج العام للمهرجان بماذا تفسر ذلك؟ غياب مجموعة لمشاهب عن الدورة السادسة بالأخص لست أنا المسؤول عنه، بل هو اختيار لإدارة المهرجان التي تعتمد على منطق التتابع، بحيث لا يتم المناداة على المجموعات التي سبق لها وأن حضرت السنة الماضية، ومجموعة لمشاهب كانت حاضرة الدورة الماضية بحيث يمكن لهم حضور نسخة الموسم المقبل أو الذي بعده ،هذا من جهة، أما من جهة أخرى فأنا لم أعد فردا من مجموعة لمشاهب. -لماذا لم تعد فردا من مجموعة لمشاهب؟ هكذا هي سنة الحياة، وقع اختلاف فني بيني وبين المجموعة ففضلت الإنسحاب وأعتذر لأني لا أريد الخوض أكثر في الموضوع، لكن بالمقابل لم أتخل عن إرث لمشاهب بحيث وكما عاينت بالمهرجان فقد قمت بالإعلان عن ميلاد مجموعة أخرى تحمل إسم لمشاهب حمادي، والتي ستكون امتداد للخط الغنائي المشاهبي الذي أتمنى أن يحظى بثقة جل المتتبعين. -في نظرك، هل الأغنية الغيوانية تحظى بمكانتها الحقيقية وسط الأغنية المغربية؟ الأغنية الغيوانية لا تستثني نفسها عن خريطة الأغنية المغربية، على اعتبار حضورها الوازن وجماهيرها المتعلقة بها وطابعها الخاص الذي يميزها، والدليل هو استمرارها منذ السبعينات، وما تفكير أناس في تنظيم مهرجان خاص بها إلا إشارة قوية على مكانتها. -هل تتفق معي كون الأغنية الغيوانية لا تساير بالشكل المطلوب الوقائع الحالية وأنها ظلت تعالج مواضيع قديمة نوعا ما؟ هو في الحقيقة سؤال صعب وتحتاج الإجابة عنه لدفتر من فئة 24 ورقة، لكن أنا أوافقك الرأي على أن إنتاج الأغنية الغيوانية قد قل والسبب المباشر هم كتاب هذا النوع من الأغاني الذين انقرضوا، أمر ينطبق كذلك على الملحنين، أنا في بحث عن مواضيع تخص الوضع الراهن بمجلاته الإجتماعية والعربية والغرامية لو أمكن، ولحدود الساعة لم أجد ما يشفي الغليل في ظل قلة الكتاب كما سبق وذكرت، أتوفر على قصيدة واحدة لكنها تتطلب تغيير بعض الأشياء فيها، لكن ما يميز الأغنية الغيوانية أن مواضيعها القديمة مازالت سارية المفعول لحدود اليوم، وهذا عائق أخر أمام الكتاب، إذن الوضع يتطلب جهود كبيرة من جل المتدخلين في الأغنية الغيوانية، وهنا لا يجب إغفال الإختلافات الذوقية للشباب الحالي فهناك موجة الراب والهيب هوب وقبله موجة الراي، وهنا ألمس أن الناس قد أضاعوا الذوق وكل ما يسعني قوله هو "باز ثم باز ثم باز اللي الأغنية الغيوانية باقي كاينة". -ماذا استفاد حمادي من المجال الفني بصفة عامة؟ استفدت الكثير والكثير، لأنني لست حبيس أغنية الظاهرة الغيوانية فقط، بل أشتغل بالمسرح والسينما والأغنية الغيوانية انبثقت من هذا الأخير، وعلى سبيل المثال نجد قصائد عديد هي مولودة من المسرح ،كالكلام المرصع لجيل جيلالة، قصيدة الماضي فات، أهيا وين أوين، وبالتالي فهذه التجربة جعلتني أصقل موهبتي الفنية، بالمقابل فبالفن أعيش، وبالفن كونت أسرة ومن الفن أعيلها. ومن الفن حصلت على أصدقاء كثر. -إذا أردت ان أمنحك مساحة للشكر فلمن تقول شكرا؟ الشكر سيكون لكل من ساهم في إخراج إسم حمادي للعالم الفني، كما أود أن أوجه شكر خاص لأولئك الذين فكروا في تكريمي خلال نسخة هذه السنة، وأخص بالذكر هنا إدارة مؤسسة المهرجان الغيواني في شخص مديرها عبد الحفيظ البناوي، وكذا لمولاي الطاهر الأصبهاني، والقسبيجي عبد الكريم، وكذا أخي الذي لم تلده لي أمي نورالدين، وكذا الزجال سعيد طابوش، دون إغفال أبنائي وأسرتي.