مهد تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي لأحد مسؤوليه، لاحتمال إعلان جبهة النصرة ذراعه العسكري في سوريا، فك ارتباطها معه بعد أيام على تداول انباء عن توجهها لاتخاذ هذا القرار. وتوجه احمد حسن ابو الخير، في تسجيل صوتي تم تداوله على شبكة الانترنت وجاء فيه أنه "نائب" زعيم القاعدة ايمن الظواهري، الى جبهة النصرة بالقول "نوجه قيادة جبهة النصرة ألى المضي قدما بما يحفظ مصلحة الاسلام والمسلمين ويحمي جهاد اهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الامر". ويأتي هذا الاعلان بعد ايام على تداول محللين وحسابات قريبة من جبهة النصرة على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن توجه الجبهة الى فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة، في خطوة استباقية لتجنب الجبهة تداعيات اتفاق روسي أميركي تم التوصل اليه قبل أسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في سوريا. ودعا ابو الخير "كل الفصائل المجاهدة على ارض الشام" الى الاجتماع والتعاون في ما بينها، بعدما "أصبح لإخواننا المجاهدين على ارض الشام قوة لا يستهان بها وحسن ادارة للمناطق المحررة". وبحسب تغريدة نشرها الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات شارلز ليستر والمواكب للمجموعات "الجهادية"، قبل ايام، تهدف جبهة النصرة من اعلان فك الارتباط عن القاعدة الى "ترسيخ حضورها اكثر في الثورة السورية وضمان مستقبلها على المدى الطويل". وتصنف الولاياتالمتحدة جبهة النصرة على انها منظمة "ارهابية" وقد استهدفتها الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة اميركية في سوريا مرات عدة وان بوتيرة اقل بكثير عن تنظيم الدولة الاسلامية. ومنذ سبتمبر 2015، شكلت الجبهة هدفا للطائرات الروسية التي تنفذ حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات "ارهابية" اخرى. وتتهمها قوى غربية بينها الولاياتالمتحدة وفصائل مقاتلة باستهداف مجموعات المعارضة "المعتدلة" اكثر من تركيزها على الجهاديين. وتنفي موسكو هذه الاتهامات مطالبة الاميركيين بدعوة الفصائل المعارضة الى الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة كل من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة. والى جانب قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، تعد جبهة النصرة في سوريا احد ابرز فروع تنظيم القاعدة الجهادي الذي اسسه اسامة بن لادن وتراجع نفوذه في السنوات الاخيرة مع تصاعد نجم تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات يتصدر التهديد الجهادي في العالم. وتعد جبهة النصرة اكبر مجموعة اسلامية جهادية في سوريا بعد تنظيم الدولة الاسلامية. وبرزت في يناير 2012، اي بعد عشرة اشهر على بدء حركة احتجاج سلمية ظد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ما لبثت ان تحولت الى نزاع دام بعد تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية. وبخلاف تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل كل من لا يبايعه، لا تعارض جبهة النصرة شرعية وجود مجموعات اخرى كما تنضوي في تحالفات مع فصائل اسلامية سورية تقاتل قوات النظام.